أخبار الأردن

تحديث المنظومة الادارية

تحديث المنظومة الاداريةتحديث المنظومة الادارية

بالتزامن مع تحديث المنظومة السياسية تتجه الدولة لتحديث منظومتها الادارية ممثلة بالقطاع العام وهي خطوة بالاتجاه الصحيح ، فأي نهضة منتظرة لن تكون اذا لم تقم الحكومة باعادة انتاج القطاع العام وجعله عصري مواكب للتطور.
ربما يتسائل البعض لماذا هذه التحديثات المتكررة في القطاع العام وهل هي دليل تخبط وغياب رؤية ؟ لا اعتقد ذلك فنحن في عالم يمسي بحال و يصبح بحال وهو ما يتطلب مراجعة و تحديث مستمر فمن لا يتطور ever fast changing world)
ينقرض و سرعة الاستجابة للمتغيرات (وما اعظمها) محدد للقدرة على مواجهة التحديات و الاستفادة من الفرص . نحن على اعتاب مرحلة جديدة في مسار التطور الانساني وقد اصطلح على تسميتها الثورة الصناعية الرابعة و التي تحمل في طياتها تغييرات هائلة في شكل العمل و انماطه و المهارات المطلوبة و ستطال كافة جوانب حياتنا و على راسها الاقتصادية.
Proactive لذا فالتغيير الان بات ضرورة ملحة انطلاقا من مبدأ
و الذي يعني الاستجابة للتغييرات المتوقعة قبل حدوثها وهو ما يسهل مواجهة التحديات ويعاظم المكاسب.
ما لفت نظري ان معظم من تحدث عن تطوير القطاع العام ركز على الموظف باعتباره الحلقة الاهم في هذا الموضوع وان اي تغيير لن يكون ناجعا اذا لم يتمحور حول الموظف . معظم الكتابات التي قرأتها تصور الموظف بصورة سلبية وتدعوا لسحب الميزات واهمها الامان الوظيفي او و التشديد على الموظف العام.
ومن هنا وكوني موظف قطاع عام منذ ما يزيد على عقد من الزمن اجد ان من واجبي ان الفت نظر صانع القرار لامور يجب الاخذ بها اذا اردنا النهوض بالقطاع العام ورفع سويته و زيادة انتاجيته .
اولا، الموظف العام يعاني من غياب الحافز الحقيقي الذي يجعله ينخرط عمليا و عاطفيا في عمله فالزيادات السنوية الثابتة و المحددة منذ امد بعيد لم تاخذ بعين الاعتبار التضخم و ارتفاع الاسعار .
ثانيا، هناك تباين شديد بين موظفي الوزارات في في الرواتب في الرواتب و مكافأت نهاية الخدمة رغم انهم بنفس المسمى الوظيفي و المؤهلات ما انتج حالة من السخط و الاحباط
ثالثا، غياب مسار تطور وظيفي واضح يجعل الموظف حريص على تطوير قدراته و مهاراته .
رابعا، عدم وجود اليات شفافة و معتمدة و موحدة و ثابتة في اختيار رؤساء الاقسام و مدراء المديريات وغيرها من الوظائف القيادية وهو ما انتج ظلم وان سند الامر الى غير اهله و بالتالي نقمة و سلبية في اوساط الموظفين .
خامسا، بيئة العمل : يعتبر مكان العمل و مدى ملائمته و اريحيته عامل مهم في رفع انتاجية العامل ولازالت تدرس في ابجديات الادارة تجربة زيادة الاضاءة في احد مصانع امريكا وكيف ادت لتحسين الانتاج حيث شعر العمال بان الادارة تهتم بهم . بيئات العمل تعاني في المؤسسات العامة فلا اثاث و لا تجهيزات ولا بنية تحتية ادوات عمل حديثة و لا وسائل تدفئة او تكييف وهو ما ادى الى تنامي الشعور بالاحباط وعدم الرغبة بالقدوم لمكان العمل .و بالمناسبة فان الممارسات الحديثة في العالم تجعل الموظف يشعر في مكان العمل بالراحة كما يشعر بها في البيت و تقوم بتوفير صالات رياضية وكافيات داخل مكان العمل حتى لا يشعر الموظف بالضيق وهو على راس عمله .
سادسا، التركيز على تحفيز الموظف لرفع كفاءته و تقوية مهاراته فيجب ان تعتمد الشهادات الصادرة عن مؤسسات العالمية مثل مايكروسفت ،امازون و الايلتس و التوفل وهي شهادات تقنية و لغوية يجب ان يتم تحفيز الموظفين للحصول عليها ماديا و اداريا فهي حتما تسهم في رفع كفاءة الموظفين وهو ما يؤدي بالنتيجة لرفع انتاجية المؤسسات الرسمية.

المصدر : خبرني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى