عام من المحبة!

عام من المحبة!
غابت شمس هذا العام الذي لا اعتقد أن أحداً سيأسف عليه حول العالم ؛ فقد كان عاماً مليئا بمآلات ما بعد الجائحة؛ فوباء الركود الاقتصادي تفشى في كل مكان وأعراضه المحبطة المصاحبة ساهمت أكثر في تعميق هذا الشعور!
الا انه ايضاً كان عاماً مهماً ؛ فهمنا فيه كيف يستعاد التوازن بعد عام استثنائي لم يمر به الكوكب مسبقاً ؛ وسقطت فيه أقنعة كثيرة ؛ وتساقط ورق كثير عن أشجار اللوز الا انها لا زالت صامدة راسخة ثابتة معطاءة …. هو عام قد مر وانتهى بما فيه حلوه ومره … أو ربما على رأي أحد الأصدقاء هو عام قد مرَّ بمُرّهِ ومُرّه!
على الصعيد الوطني كان هذا العام هو الأسوأ على الاطلاق؛ احتفلنا به بمئوية الدولة بخجل شديد ؛ كنا نمني النفس ان يكون هذا العام نقطة تحول لمئوية جديدة الا ان هذا الأمل سرعان ما خبى منذ الشهور الاولى … ولعله كان عاماً مليئاً بهز الثوابت الوطنية وخلخلتها … عاما مليئاً بالتخبيص وانعدام الرشد وقلة الحيلة والظلم الذي مآله الظلمات للأسف الشديد!
أما بعد؛
فها نحن نستقبل عاماً جديداً ؛ يجعل كل ما مضى خلفنا ؛ نستقبله بالبِشر … ونتفاءل به بالخير؛ وأكثر ما أتمناه ان يكون عاماً مليئاً بالمحبة …. فبالمحبة سننجو جميعاً …. فنحن لم نخلق لكل هذا الاقتتال ؛ ولكل هذه الكراهية ؛ ولكل هذا الشد العصبي ؛ ولكل هذه السلبية …. نحن خلقنا لنعمر الأرض بالخير والمحبة والبركة والأخلاق والفرح ….
بالمحبة فقط سننجو ؛ على الصعيد الشخصي علينا بالشعور بالغنى بالمحبة التي تحيطنا ؛ فقلوبنا تحتاج للحنو واللين ؛ وعقولنا تحتاج للراحة ؛ وضمائرنا آن لها ان تستيقظ وما أظنها تستيقظ الا بالمحبة الفطرية التي تعيدها الى صوابها!
وعلى الصعيد الانساني لن ننجو الا بالمحبة ؛ المحبة التي تجعل التكافل حقيقيّاً؛ والعمل الاجتماعي تطوعياً ؛ والخير يدور بين الناس سلساً طبيعياً؛ بلا أقنعة ولا نفاق ولا تزلف ولا رياء ؛ بأن يفكر كل منا بالآخر ؛ وان نتفق فعلاً على ان يفكر كل منا بالآخرين …. وبغير ذلك لن نواجه الا المزيد من أشباح الفقر والمرض والتمزق والفرقة !
وعلى الصعيد الوطني لن ننجو الا بالمحبة ؛ محبة الوطن ؛ محبة سيرته ومسيرته ؛ محبة مستقبله قبل كل ذلك ؛ محبة الخير له ؛ محبة إعماره ؛ محبة بركته ؛ محبة ناسه …. ناسه الطيبين الصابرين الذي يحبونه بصدق ويتمنون له الخير بصدق ويعملون وهمّهم عليه وبالهم مشغول فيه …. فبمثل هذه المحبة الوطنية عبرنا اكثر من نصف المئوية الاولى …. وبغير ذلك لن يعود لأي شيء فيه نفس الطعم الجميل!
ننجو بالمحبة …. فلنجعله عاماً مليئاً بالمحبة حيّاً بها متوهجاً بنورها …. وكل عام وانتم بخير
المصدر : خبرني