أخبار الأردن

تويوتا تؤكد التزامها من أجل الوصول إلى‎ ‎مجتمع

تويوتا تؤكد التزامها من أجل الوصول إلى‎ ‎مجتمع محايد للكربونتويوتا تؤكد التزامها من أجل الوصول إلى‎ ‎مجتمع محايد للكربون

خبرني – بات من الواضح تماماً في السنوات الأخيرة دعوة العديد من الدول والجمعيات الدولية للمطالبة بوضع معايير وخطط ‏استراتيجية للحد من التغير المناخي الذي يُعَدّ واحداً من أكبر التحديات التي تواجه مستقبل الكرة الأرضية. فمع استمرار ‏الحكومات في الإعلان عن تعهدات طموحة لخفض البصمة الكربونية، أصبح هناك حاجة ملحة إلى تبني مصادر بديلة ‏للطاقة أكثر استدامة كأولوية قصوى ليس للمنشآت فحسب، بل لجميع القطاعات الحيوية المتنوعة في جميع أنحاء ‏العالم. وهذا يشمل قطاع صناعة السيارات، والتي تركزت جهودها مؤخراً على تبني السيارات الكهربائية وصناعتها. ‏
منذ فترة طويلة، أدركت شركة تويوتا الإمكانات الهائلة للسيارات الكهربائية، إذ تمكنت من تحقيق مبيعات عالمية تراكمية ‏لأكثر من 17 مليون سيارة كهربائية ‏ منذ العام 1997، مما أسهم في تقليل انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة ‏‏20%. وكشفت الشركة في شهر كانون الأول 2021 استراتيجيتها الخاصة بالسيارات الكهربائية التي تعتمد على ‏البطاريات ‏BEV، كجزءٍ من استراتيجيتها لتحقيق الحياد الكربوني، وذلك خلال حدث خاص أقيم في طوكيو، حيث كشف ‏آكيو تويودا رئيس شركة تويوتا موتور كوربوريشن، عن الخطط الطموحة لتطوير مجموعة شاملة من 30 طرازاً من ‏السيارات الكهربائية ‏BEV‏ للاستخدامات الفردية والتجارية على مستوى العالم بحلول عام 2030. ومن المقرر أن تُبنى ‏هذه الطرازات الجديدة على أسس نجاح مجموعة سيارات تويوتا المزودة بأنظمة دفع تعتمد على الكهرباء، والتي تشمل ‏السيارات الكهربائية الـ "هايبرِد" ‏HEV، والسيارات الكهربائية الـ "هايبرِد" المزودة بتقنية الشحن ‏الخارجي ‏PHEV‎، ‏والسيارات الكهربائية‎ ‎التي تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين ‏FCEV‏. وبالإضافة إلى ذلك، تسعى شركة تويوتا إلى زيادة ‏حجم الاستثمارات الجديدة المتعلقة بالبطاريات الكهربائية إلى 2 تريليون ين ياباني (حوالي 12.3 مليار دينار أردني) ‏وتحقيق مبيعات عالمية سنوية تصل إلى 3.5 مليون سيارة كهربائية تعتمد على البطاريات ‏BEV‏ بحلول عام 2030. ‏

يُعَدّ الوصول إلى‎ ‎الحياد الكربوني هدفاً رئيسياً بالنسبة لنا، وهناك العديد من المسارات والطرق لتحقيقه. فبحسب كي ‏فوجيتا الممثل الرئيس للمكتب التمثيلي لشركة تويوتا في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى: "لمواجهة تحديات التغير ‏المناخي، يتعين علينا المضي قدماً لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون قدر الإمكان وفي أسرع وقت ممكن. فالسيارات ‏الصديقة للبيئة لا يمكنها أن تسهم في تحقيق المستهدفات البيئية، إلا إذا استُخدِمت على نطاق واسع. ولهذا السبب، ‏ركزنا على تطوير وتعزيز حلول تنقّل متنوعة تتناسب مع مختلف البيئات". ‏
وإحدى التقنيات الواعدة التي ابتكرتها شركة تويوتا هي استخدام الهيدروجين كحامل للطاقة في السيارات الكهربائية التي ‏تعتمد على خلايا وقود الهيدروجين، باعتباره العنصر الأكثر وفرة في الكون. فهو يتواجد حولنا في كل مكان ويمكن ‏إنتاجه باستخدام مجموعة من مصادر الطاقة النظيفة، بما في ذلك الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح، والطاقة ‏الشمسية، والطاقة المستمدة من إعادة تدوير النفايات. ويتميز الهيدروجين أيضًا بسهولة تخزينه لفترات طويلة، ونقله ‏بأمان بين البلدان أو القارات، فضلاً عن توفير إمكانية إعادة التعبئة بشكل سريع ومريح وكفاءة استثنائية. فهذه هي ‏المزايا التي يتفوق بها الهيدروجين كحامل للطاقة مقارنةً بالكهرباء. ‏
وأضاف فوجيتا: "هناك اهتمام كبير في منطقة الشرق الأوسط بإمكانيات الهيدروجين كمصدر للطاقة النظيفة. نظراً ‏لتوفر الإمكانات لدى دول المنطقة لتصبح منتجة ومصدرة رئيسية للهيدروجين النظيف من الوقود الأحفوري والطاقة ‏المتجددة معاً، الأمر الذي سيخلق فرصاً واعدة لمستقبل تنقل السيارات الكهربائية التي تعتمد على خلايا وقود ‏الهيدروجين". ‏
وتعتمد تقنية خلية الوقود التي طورتها شركة تويوتا في أوائل التسعينيات، على استمداد الطاقة الكهربائية من التفاعل ‏بين عنصري الهيدروجين والأوكسجين لتشغيل الموتور الكهربائي، ليكون الماء هو المادة الوحيدة التي تخرج من العادم. ‏وقد وصلت تقنية تويوتا هذه إلى درجة من التنوع حتى وجدت لها استخدامات لا تقتصر على السيارات فحسب، بل ‏شملت أيضاً الشاحنات والحافلات والقوارب والمولدات الثابتة. وتقوم الشركة حالياً بعدد من الدراسات والأبحاث ‏لاستخدام هذه التقنية على القطارات، والمركبة الفضائية لاستكشاف القمر، والتي يطلق عليها اسم ‏Lunar Cruiser‏ ‏في المشروع المشترك مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية (‏JAXA‏). ‏
تبدو نتائج الأبحاث والتطوير لشركة تويوتا جلية في السيارة الرائدة تويوتا ميراي الكهربائية التي تعتمد على خلايا وقود ‏الهيدروجين.‏‎ ‎وتستمد تويوتا ميراي طاقتها بالكامل من الهيدروجين فقط، وتوفر تجربة قيادة كهربائية بنسبة 100%. إن‎ ‎تويوتا ميراي ليست مجرد سيارة صديقة للبيئة ومن دون أي انبعاثات فحسب، ولكنها تتجاوز ذلك من خلال تنقية الهواء. ‏فبفضل نظام تنقية الهواء الخاص الذي يلتقط أصغر الجزيئات ‏PM2.5‎‏ ويزيل المواد الكيميائية الضارة، تسهم سيارة ‏تويوتا ميراي‎ ‎في تنقية المزيد من الهواء أثناء قيادتها لمسافات أطول. وتتمتع هذه السيارة أيضًا بنطاق قيادة لا نظير له ‏في فئتها يبلغ 650 كيلومتراً، ويمكن إعادة تزويدها بالهيدروجين في أقل من خمس دقائق، مما يضمن تمتع السائقين ‏بمستويات الأداء والراحة نفسها ومتعة القيادة المرتبطة بالسيارات التي تعمل بالطاقة التقليدية. ‏
وتشارك سيارة تويوتا ميراي الرائدة في معرض إكسبو 2020 دبي بصفتها السيارة الرسمية لجناح اليابان في المعرض، ‏كما تم عرضها مؤخراً في‎ ‎معرض القمة العالمية لطاقة المستقبل التي انعقدت في أبوظبي، والتي جمعت خبراء من ‏الحكومات العالمية وخبراء القطاع ليستشرفوا معاً طرقاً مبتكرة لإحداث التحول نحو الطاقة النظيفة. ‏
وأكد فوجيتا: "عندما نفكر في تقديم المزيد، يجب علينا أن نفكر في ما هو مستدام وعملي في منطقتنا. فعلى سبيل ‏المثال، علينا مراعاة درجات الحرارة المرتفعة وطبيعة الأرض وتضاريسها. لكل نظام دفع من أنظمة الدفع البديلة لدينا ‏مميزات تناسب احتياجات التنقل المختلفة". ‏
بينما يبقى علينا ترقب ما إذا كانت البنية التحتية المطلوبة ستظهر لدعم التبنّي الواسع للسيارات الكهربائية التي تعتمد ‏على خلايا وقود الهيدروجين في المنطقة‏، فإن شركة تويوتا واثقة بأن الهيدروجين سيلعب دوراً مهماً في تنويع مصادر ‏الطاقة على الصعيد العالمي. وستعمل الشركة بشكل وثيق مع الحكومات وأصحاب المصالح المشتركة للترويج ‏للهيدروجين كمصدر واعد للطاقة النظيفة. ‏
واختتم فوجيتا: "لطالما كان بناء مستقبل أفضل من أولويات شركة تويوتا، ونحن ندرك بأنه لا يمكن إرضاء الجميع ‏بتقديم حل أحادي على أنه الأمثل لظروف الاستخدام المختلفة في جميع أنحاء العالم. وعليه، فإن تطوير أكبر قدر من ‏الخيارات للتنقل المستدام من شأنه أن يسهم في تسريع وتيرة الوصول إلى مجتمعٍ محايد للكربون يتيح للجميع الاستمتاع ‏بحياةٍ سعيدةٍ وصحيةٍ ومستدامة. وسنواصل جهودنا في إيجاد سبل جديدة تمنح الجميع حرية التنقل دون استثناء". ‏

المصدر : خبرني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى