أخبار الأردن

قراءة نقدية للباحثة المصرية جادو لقصة (حي

قراءة نقدية للباحثة المصرية جادو لقصة (حي الليمون) لسعدية العدليقراءة نقدية للباحثة المصرية جادو لقصة (حي الليمون) لسعدية العدلي

خبرني – محمد الخوالده اعدت الباحثة الاكاديمية من جمهورية مصر العربية الدكتوره اميمه منير جادو دراسة حول تعزيز اسلوب الانابة التربوي عبر الانشطة الطلابية في قصة الطفل ، وكنموذج للحالة قدمت الباحثة جادو في دراستها قراءة تحليلية نقدية لقصة حي الليمون لسعدية العادلي .

وفي تقديمها للقراءة اشارت الباحثة جادور "لجملة حقائق قالت انها باتت مهمة وضرورة في مجال أدب الأطفال وهي تتعلق بما يحققه هذا الأدب للأطفال من وظائف تربوية ابرزها تأصيل القيم الخلقية والجمالية والتربوية ، واللغوية ، والثقافية المعرفية بعامة ، وهذه القيم السلوكية والفنية منها ما يهدف كما قالت إلى الترويح والمتعة والتسلية وجلب السرور ، ومنها ايضا ما يعمل على الارتقاء بسلوكيات الأطفال وأخلاقهم ، بالإضافة إلى غرس القيم الفنية الإيجابية في إطار التربية الوجدانية عن طريق إثارة انطباعات الطفل الحسية والمعنوية ، وبما يقدمه ذلك من الصور الذهنية والفكرية ، كما يقوم بتفسير بعض الظواهر والمعاني .

وبينت الباحثة جادو ان كاتب الأطفال المتميز لديه الوعي التربوي بما يجب تقديمه للطفل تحقيقا للأهداف المرجوة ، وبين أيدينا "تابعت" الباحثة جادو قصة بعنوان "حي الليمون" للقاصة العادلي وهي كاتبة تربوية بالمقام الأول ، ولها العديد من الإصدارات في هذا المجال الثري. وفي توصيفها للقصة التي صدرت عن دار مكتوب عام 2019 قالت اوضحت الباحثة جادو انها تقع في أربع وعشرين صفحة ملونة على ورق فاخر مصقول ، واعد رسومها الفنان إبراهيم مقلد. وفي تلخيصها لاحدات القصة قالت الباحثة جادو ان احداث القصة تدور حول تشجيع احد المدرسين لطلابه لممارسة انشطة نافعة من خلال حفزهم باجازة او وعدهم بمنحهم درجة النشاط كاملة لو فعلوا ما شجعهم عليه فتحمس الطلبة لذلك ، وكمثال فاحد الطلبة لاحظ نقص الليمون من السوق رغم أهميته القصوى للطعام وللصحة ، ففكر مع أصحابه من زملاء الفصل أن يزرعوا بذور الليمون لتصبح أشجارا وتمنحهم ثمارا في المستقبل ، بحثوا عن طريقة الزراعة عبر جوجول، واستعانوا ببعض الجيرة في استخدام أدوات الزراعة الخاصة بهم .

وبالفعل زرعوا بذور الليمون فنمت لشتلات صغيرة مع دخول العام الدراسي الجديد ، ابلغ الطلبة أستاذهم الذي أوفى بوعده وكافأهم بمنحهم الدرجة كاملة للنشاط ، وشجعهم على الاستمرار في رعاية شتلات الليمون حتى تكبر وتطرح ، مرت السنوات ، كبر الأبناء وكبرت معهم الشتلات ثم صارت أشجارا ليمون ، أثمرت الاشجار وطرحت ما كفى حاجة الحي وزاد ، فتوسعوا في مشروعهم وقاموا بعمل ورشة تصنيع صغيرة للمخلل من ثمار الليمون الفائضة عن الحاجة، زاد الإنتاج وتحولت الورشة الصغيرة لمصنع يدر عليهم ربحا ببيع إنتاجه للتجار المتوافدين عليهم بعدما اشتهروا، اشتهر الحي الذي يسكنون فيه بهم فأطلقوا عليه " حي الليمون ". قراءة تحليلية للنص القصصي : • في عتبة النص الأولى (الغلاف الأول) قالت الباحثه جادو : نرى صورة لطفل نائم وكأنه يحلم ، ويبدو بالحلم في أعلى الغلاف حديقة من أشجار الليمون ، وجاء استخدام الألوان موفقا من الفنان إبراهيم مقلد حيث جاء استخدام اللونين الأصفر مع الأخضر مناسبا للون أشجار الليمون الطارحة لثمارها ، وكُتب على الغلاف بالأحمر العنوان (حي الليمون ) ، فجاء استخدام اللونين بتمايز مبهج مكملا لقراءة اللوحة، فيما شكلت اللوحة منظرا يدعو للتفاؤل يمكن للأطفال تفكيك رموزها ببساطة لوضوح الفكرة مما يتسق مع فحوى القصة ، حيث يشكل الحلم بداية طريق النجاح ، وكأن الغلاف يدعو للحلم بالمستقبل وبالأمل في تحقيقه. • عتبة النص الثانية جاءت عبر الإهداء شديد الخصوصية من الكاتبة لحفيديها أحمد وأنس ، حيث اعتبرت الكاتبة القصة اهداء منها لهما جزاء مجهودهما ونشاطهما في الاعتناء بحديقة المنزل وزرعها ورودا ولحفزهم للاستمرار في الاهتمام بالحديقة ورىّ أشجارها ،… متمنية أن يكونا جيلا من المحترمين" ص الإهداء "، ويلاحظ كما قالت الباحثة جادو تركيز الكاتبة على قيمة "الاحترام" والنفع بالعمل الصالح عبر الإهداء • في العتبة الثالثة للنص(الغلاف الأخير) تقول الكاتبة بشكل تقريري مباشر وصريح: هي قصة للأطفال تحقق أهدافا تربوية متعددة منها : 1- الاستخدام الأمثل لأسلوب الإثابة التربوي في التعامل مع التلاميذ بالمدرسة عبر تفعيل الأنشطة التربوية خارج الحصص. 2- استغلال الوقت وتنظيمه فيما يعود على الطفل بالنفع والفائدة ، 3- تنمية التفكير العلمي لتحديد المشكلة ووضع المقترحات لإيجاد الحلول المناسبة . 4- استخدام التكنولوجيا استخداما نافعا وإيجابيا وتعليم الطلاب البحث العلمي . 5- التعاون بين الأصدقاء والعمل بروح الفريق. 6- ديمقراطية الرأي واحترام الرأي الآخر. وفي الجزء السفلي من اليمين ،وُضِع مستطيل باللون البنفسجي يوضح أن هذه القصة مكتوبة للأطفال من 9 إلى 15 سنة ، وهو ما يعني بمرحلة الطفولة المتأخرة .

وبذلك نلاحظ قالت الباحثة جادو اتساق عتبات النص الثلاثة فيما بينها مجتمعة ، وإن ما ذكرته الكاتبة (سعدية العادلي) في عتبة النص الأخيرة يتسق تماما مع بعض ما ورد مما ذكرته الأدبيات التربوية والأكاديمية فيما يتصل بالأهداف التربوية لأدب الأطفال ، ولا سيما ما يجب ان تكون عليه قصة الطفل خاصة باعتبارها الجنس الأدبي المحبب للطفل والذي اعتاد سماعه منذ طفولته المبكرة كحدوتة . -وفي تحليلها لمضمون النص القصصي قالت الباحثة جادو : بداية تحث القصة على أحد الأساليب التربوية المتبعة في تشجيع الطلاب بالمدرسة وتنمية شخصياتهم وهو أسلوب "التعزيز والإثابة " على كل فعل وسلوك جيد ، وجاءت الإثابة في القصة كنوع من المكافأة على أفضل نشاط يقوم به الطلاب في الأجازة المدرسية ، وهي دعوة أيضا للاستثمار الأفضل والأمثل ، جاء بالقصة :" أعلن معلم اللغة العربية عن جائزة لأفضل الطلاب الذين يستثمرون الإجازة الصيفية استثمارًا نافعًا ، بإعطائهم درجة النشاط كاملة في العام القادم.) ص 4 ثم تطرح القصة اضافة الباحثة جادو قيما تربوية حول أهمية الاجتماع بين الزملاء والتنافس الشريف للنجاح، اضافة لأهمية القراءة ومدى الإفادة منها ، كما ورد بالقصة: " اتفق الرفاق أثناء عودتهم )أحمد، أنس، عادل، وإبراهيم( علي أن يتجمعوا يوم السبت من كل أسبوع مرة يلعبون الكرة، وأخري يتنافسون في الألعاب الإلكترونية، ومرة يرتادون المكتبة، منهم من يجمع أجمل ما قرأ، ومنهم من يلخص، ويذكر رأيه فيما قرأ " القصة ص 6. وتثير القصة بحسب الباحثة جادو " مبدأ الحاجة أم الاختراع " فتأتي بداية الحبكة مع تصاعد الحدث الدرامي تدريجيا لتدخلنا الكاتبة أجواء القصة ، فتطرح ارتفاع ثمن الليمون واختفائه من الأسواق رغم الحاجة إليه وعدم الاستغناء عنه فنقرأ عبر القص هذه الدلالات :" فعلا ارتفع ثمن الليمون ثم اختفى ، أثناء تناول الطعام يسأل الجميع عن الليمون ، تجهيز الطعام نحتاج إلي الليمون …إلخ " القصة ص 8 من هنا قالت الباحثة جادو تثير الكاتبة قيمة التفكير لحل هذه المشكلة ، وهذا دليل على قيمة التفكير العلمي والمنطقي المتسلسل الذي يبدأ بطرح مشكلة ما ثم وضع الفروض لحلها ، ووضع الحلول بعد اختبار الفروض وتجربتها ، وما يستجد يعد إضافة جديدة ، كما تطرح القصة بعض المعلومات العلمية الطبية والاجتماعية فيما يتعلق بالليمون ، تقول :" المريض بالبرد يحتاج الليمون، وعندما يحضر ضيف فجأة نقدم له عصير الليمون ، قشر الليمون له فوائد تساوي عشرة أضعاف ، فائدة عصير الليمون، إنه يدمر الخلايا السرطانية، ويحفز الجهاز الهضمي على حرق الطعام، وينشط جهاز المناعة" القصة ص 10 وتتصاعد الدراما البسيطة قالت الباحثة جادو وصولا لقمة الأزمة وهو نقص كميات الليمون في الأسواق مستقبليا مع كثرة وتزايد عدد السكان مقابل العدد الثابت لشجر الليمون ، وهذا يمثل التحدي للأصدقاء الذين يفكرون بحل للمشكلة وكيفية التصدي لها ، يقول النص القصصي :" وقد تستمر الأزمة مع تزايد عدد السكان وبقاء شجرات الليمون كما هي. " ص 10 ومن هنا تطرح الحلول لهذه المشكلة ، ويأتي الحل كفكرة وحلم ونبوءة مستقبلية لمواجهة المشكلة من اقتراح الصغار : " يقول إبراهيم : ما رأيكم نزرع الليمون؟ ورغم سخرية الرفاق بداية من الفكرة والضحك عليها إلا أن أحمد يؤيدها :" تحمس أحمد للفكرة قائلا :كل اختراع بدأ بحلم، بخيال المهم نسعى لتحقيقه ، رد أنس : الأفضل أن نبدأ العمل ونساهم في حل المشكلة" القصة ص 12. وتطرح القصة بعض الصعاب التي تمثل التحديات بالنسبة للرفاق وما يطلق عليها بـ "عقبات المشكلة" وهي كما " قال إبراهيم: كيف ونحن لا نملك أدوات الزراعة ؟ ولا نعرف كيف نزرع ؟" ثم يطرح آخر الحل : " نطلع على جوجل ونكتب طرق زراعة الليمون، ونتعرف عليها "ويقترح آخر استعارة أدوات الزواعة من المشتل الجار.ص 12 وهكذا نفذ الأصدقاء مهمتهم أي(اختبار صحة الفروض) كما عرفوها عبر جوجول ، وجاءت البشرى :" وبعد مرور ثلاثة أشهر أنبتت البذور وأصبحت شجيرات ، صغيرة وأوراقها خضراء يانعة )شتلات( "ص 14 ومع بدء العام الدراسي أخبر الطلاب أستاذهم بما فعلوا في الأجازة ، وزار معهم موقع الزراعة وكافأهم جميعا كما وعدهم ،وتابعهم مدرس التربية الزراعية ،ووجههم لما يجب فعله بشأنها توجيها صحيحا، وبهذا تحقق مبدأ الإثابة وهو محفز للنشاط وبعث حماس الطلاب ، وهو وسيلة تربوية مفيدة وفعالة . وهكذا يثمر الجهد المشكور بفضل رعايتهم لما زرعوه :" مضت ثلاث سنوات ونمت الشتلات وأصبحت شجرات كبيرة تزين الحي باللون الأخضر وتعطره برائحة زكية، وتوفر الهواء النقي، بالإضافة إلي ثمر الليمون الذي كان يكفي أهل الحي"ص 18 ونقرأ عبر النص السابق قيمة ضمنية ،وهي (من جد وجد ومن زرع حصد)، ويبارك الله لهم في عملهم ، فيزداد المحصول ويكفي،ويفكر الأصدقاء في استثمار جديد لهذا الفائض ، فيهتدون إلى عمل ورشة لصناعة المخلل وخلافه ، تقول القصة :" مع مرور الوقت أصبحت الورشة مصنعًا لحفظ وتعبئة الليمون وجميع الصناعات القائمة علي ثمره وأوراقه وبذوره اشتهر المكان وأخذ تجار الجملة يتوافدون عليه لشراء الليمون ومنتجاته " ص 20 ويستمر النجاح فيكبرون ويكبر المصنع فتقول القصة:" انتهي الرفاق من دراستهم الجامعية، وهم يمتلكون، مصنعًا يدر عليهم مالا وفيرًا، وأطلق الناس علي الحيّ اسم حيّ الليمون" ص 22 وبهذا توجت جهود الرفاق بفضل اجتماعهم معا وتوحدهم وتفكيرهم وطموحهم الجاد وتنافسهم الشريف، وبذلهم الجهد ، مما حقق الأهداف التربوية المنشودة من القصة.

هذا ورافق السرد القصصي تسع لوحات فنية معبرة إلى حد كبير ،استخدم الفنان فيها الأبيض والأسود بدرجاته . • اللوحة الأولى: توضح فصلا بالمدرسة ويقف فيه المدرس بين طلابه ، وهي تعبر عن بداية القصة ، • اللوحة الثانية :توضح توجه طلاب المدرسة نحو الحافلة ليركبونها . • اللوحة الثالثة تبين اجتماع التلاميذ الى طاولة معا يتشاورون فيما يحلمون به ، • اللوحة الرابعة مشهد لغرفة بها ضيوف يجلسون على مقاعد في بيت يقدمون لهم التحية كأنها عصير ليمون ، وقد زينت جدران الغرفة برسوم لفرع شجرة ليمون مثمرة مما يدعم فكرة القصة . • اللوحة الخامسة تبين رسما لمشتل مثل صوبة بها زروع الشتلات وكتبت عليه لافتة "مشتل الأصدقاء" ، • اللوحة السادسة : صورة توضح التلاميذ بداخل ورشة العمل لصناعة المخلل وبجوارهم مجموعة من الأواني التي يستخدمونها في الزراعة ، • اللوحة السابعة: يبدو التلاميذ مجتمعين تحت أشجار الليمون المثمرة وقد جمعوا ثمارها ،ووضعوها في قفة كبيرة وبعض الثمار تساقطت على الأرض ، • وفي اللوحة الثامنة يظهر التلاميذ الأربعة الشركاء وقد وقفوا أمام نتاجهم ورصوا الكثير من البرطمانات فوق طاولة وبعض الأدوات اللازمة في ورشتهم ليضعوا فيها الثمار للتمليح وبعض ما تم تصنيعه من الليمون بعد تمام مهمتهم في المرحلة الأخيرة ، كما تبدو ثمار الليمون في قفص بجوارهم وبها ثمار الليمون ، • وفي اللوحة التاسعة نفس صورة الغلاف الأول لطفل نائم يحلم وتعلوه شجرة ليمون ،كأن الحلم قد تحقق ، وكأنه النوم للراحة بعد الكد والتعب وتحقيق الحلم.

المصدر : خبرني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى