لماذا تزيد معدّلات الوفيّات بين الشباب بسبب

لماذا تزيد معدّلات الوفيّات بين الشباب بسبب مشكلات القلب؟
خبرني – ترتفع أكثر فأكثر اليوم معدّلات مشاكل القلب بين الشباب، وإن كنّا شهدناها أكثر سابقاً بين من هم في سنّ متقدّم. واللافت أنّه مع ازدياد معدّلاتها بين من هم أصغر سنّاً، ترتفع حالات الوفيات بينهم أيضاً، بما أنّها تفتك بهم سريعاً من دون أن تفسح المجال للجوء إلى التدخّل الطبّي لإنقاذ حياتهم.
عن أسباب ارتفاع معدّلات مشكلات القلب بين الشباب وسبل الوقاية منها، تحدّث رئيس قسم أمراض القلب والشرايين في المركز الطبّي للجامعة اللبنانيّة الأميركيّة في بيروت – مستشفى رزق الدكتور جورج غانم.
لماذا ترتفع معدّلات الإصابة بأمراض القلب والوفيّات بسبب الجلطات بين الشباب؟
تعتبر الجلطة التي يمكن أن يتعرّض لها الشباب أكثر خطورة عامّةً من تلك التي يمكن أن يتعرّض لها من هم أكبر سنّاً، وبالتالي يمكن أن تهدّد حياتهم بمعدّلات كبرى. فالجلطة التي تحصل في سنّ صغرى تكون أقوى وتصيب الشريان الرئيسيّ. فتلعب عندها عوامل عديدة دوراً وتساهم في حصول الجلطة كالنشاط الجسديّ الحادّ والتدخين والتوتّر ما يسبب انسداد الشريان، فيما لا يكون القلب معتاداً على مشاكل النقص في الأوكسيجين كما هي الحال بالنسبة إلى من هم أكبر سنّاً.
ففي سنّ متقدّم تتعب الشرايين شيئاً وبالتالي يتأقلم القلب ويعتاد تدريجيّاً على المشاكل التي يمكن أن تحصل فيها. بشكل عام تكون الشرايين جاهزة في حال مواجهة الجلطة، وتكون معتادة على تراجع معدّلات التغذية بالدم والأوكسيجين، خصوصاً أنّ المشاكل التي تصيبها لا تحصل دفعة واحدة، فتكون قادرة على تحمّل الانسداد الحاصل في شرايين معيّنة.
يضاف إلى ذلك أنّ الشابّ يقوم عادةً بمجهود جسديّ أهمّ وأكبر، هذا ما قد يشكّل خطراً أكبر عليه، وما يفسّر تعرّض شباب للجلطة أثناء ممارسة الرياضة بسبب عدم قدرة القلب على تحمّل المجهود الزائد. وهذا ما لا يتعرّض له من هم أكبر سنّاً عادةً لاعتبار أنّ المجهود الجسديّ يكون أخفَّ، كما يوضح غانم. من هنا نشهد على المزيد من الوفيّات بسبب الجلطة القلبيّة بين الشباب، بالمقارنة مع من هم أكبر سنّاً.
ما عوامل الخطر التي يمكن أن تساهم في التعرّض لمشكلات القلب؟
عامل الخطر الأوّل والرئيسيّ هو التدخين. فيُعتبر المسبّب الأهمّ للجلطات لمن هم دون سنّ 45 سنة. والأسوأ أنّ معدّلات التدخين قد ازدادت إلى حدّ كبير في السنوات الأخيرة، خصوصاً أنّه بوجود النرجيلة التي يعتبرها كثيرون أقلّ ضرراً، في ما توازي تدخين علبة من السجائر. وأكثر بعد، تطول الجلسة عند تدخين النرجيلة ويزيد معها الضرر الناتج عن ذلك. مع الإشارة إلى أنّ الضرر الناتج عنها أصلاً أكبر .
من جهة أخرى، يلعب العامل الوراثيّ دوراً أيضاً في زيادة خطر الإصابة بمشكلات القلب، إضافة إلى عامل التوتّر، وفق ما يوضّحه غانم، حيث أنّه لا يمكن أبداً الاستهانة بأهميّته، وبالأذى الذي يمكن أن يسبّبه لصحّة القلب، خصوصاً إذا كان هذا التوتّر من النوع المزمن الذي يضع الفرد باستمرار تحت أثر الضغوطات اليوميّة المستمرّة، مع ما ينتج عنها من تداعيات صحّية وآثار سلبيّة على الصحّة، سواء بالنسبة لأمراض القلب أو السرطان.
ما الوسائل التي يمكن أن تساعد على الوقاية من مشاكل القلب؟
يرتبط الحدّ من خطر الإصابة بمشكلة قلبيّة بشكل أساسيّ، بالامتناع عن التدخين لاعتباره الخطر الأكبر، خصوصاً لمن أهم أصغر سنّاً. أيضاً تعتبر ممارسة الرياضة من الخطوات الأساسيّة التي يمكن أن تساعد على الوقاية من مشكلات القلب، على أن تكون الرياضة معتدلة فيمكن الاكتفاء بممارسة الرياضة المعتدلة يومياً لمدة 45 دقيقة لا أكثر كرياضة المشي أو السباحة أو غيرها.
كما يشدّد غانم على ضرورة إجراء كافة الفحوصات اللازمة لتحديد الحالة الصحّية للقلب، وذلك تجنّباً لأيّ ضغوط زائدة على القلب جراء ممارسة الرياضة بشكل مفاجئ أو بما يزيد من قدرة القلب على التحمّل. كما أنّه في حال البدء بممارسة الرياضة في سنّ متأخّر يجب ألّا تكون الرياضة قويّة. فهذا ما يمكن أن يساعد في الحفاظ على صحّة الشرايين، إضافة طبعاً إلى الحدّ من تناول الملح لتجنّب ارتفاع ضغط الدم وتصلّب الشرايين، وأيضاً الحفاظ على وزن صحّي.
ما المؤشّرات الأولى التي يمكن أن تنذر بالذبحة القلبيّة؟
– ضيق نفس مستجدّ
– ثقل على الصدر مستجدّ أثناء القيام بمجهود
يعتبر هذان المؤشّران أساسيّان ويشكّلان إنذاراً يدعو إلى التحرّك سريعاً أيّاً كان الشخص المعنيّ.
المصدر : خبرني