أخبار الأردن

من عمان الى كييف

من عمان الى كييفمن عمان الى كييف

تشتد وتيرة التصعيد بين المعسكر الغربي والمعسكر الشرقي بعد اختفاء هذا المصطلح لعدة سنوات ‏بعد سقوط الاتحاد السوفيتي ، فبعد ان حشدت روسي الآاليات العسكرية الثقيلة و حوالي 130 الف ‏عسكري على الحدود مع اوكرانيا ومشاركتهم في تدريبات عسكرية تحاكي اجتياح بري ، لا يخفي ‏المعسكر الغربي مخاوفه من هجوم وشيك على اوكرانيا وتحديدا دونباس و القرم. وعليه يمكن القول ان ‏حرباً عالمية تلوح في الأفق. ‏

بدأ الشرق الاوسط وتحديداً الاردن بسماع قرع طبول الحرب القادمه من بعيد ولعل ابرز ما يقلق ‏مسامع عمان التداعيات السياسيه والاقتصاديه والامنيه و الاستراتيجيه في حال استمرار هذا التصعيد ‏السياسي والعسكري وتحوله لاحقاً لعمليات عسكرية في شرق اوروبا. اضافة الى وجود عدد كبير من ‏الاردنيين في اوكرانيا واغلبهم طلبه في الجامعات الاوكرانيه.‏

سياسياً ستحاول عمان ايجاد موقف متوازن بين المعسكرين وقد يبدو ذلك صعباً او غير ممكن نظراً ‏لطبيعة التحالفات في الشرق الاوسط ومخالفاً لرأي بعض المحللين وذلك اعتماداً على عدة اعتبارات ولعل ‏ابرزها تواجد قواعد امريكية في المملكة وقوات عسكرية بعد نقل معدات عسكرية الى الاردن مؤخراً من ‏القواعد الامريكية في الخليج العربي بالاضافه الى توقيع الجانب الاردني والامريكي اتفاقية تعاون ‏عسكري بمفهوم جديد و بنود اثارت الجدل في حينه، وفي الثالث من شباط/فبراير الحالي اعلنت وزارة ‏الخارجية الامريكية عن عدة صفقات لأسلحة إلى الحلفاء بالشرق الأوسط، ومن بينها الأردن والإمارات ‏والسعودية. ووافقت الولايات المتحده على تزويد الاردن بطائرات مقاتله من طراز "F-16C بلوك 70" ‏المتطوره ومعدات عسكرية اخرى و التي تصل قيمتها إلى 4.21 مليار دولار.‏

في المقابل والى الشمال من عمان تقبع قواعد عسكرية روسية ضخمه في سوريا بعد التدخل العسكري ‏الروسي المباشر في الازمة السورية وبحسب وكالات بلغ عدد الجنود الروس المشاركين في النزاع ‏السوري اكثر من 63 الف جندي بالاضافه الى ان موسكو اختبرت 231 نوعا من الأسلحة الحديثة في ‏سوريا، من بينها طائرات وأنظمة أرض جو، وصواريخ كروز وغيرها. وبالاضافه الى القواعد الجوية ‏العسكرية الروسية وابرزها قاعدة حميميم و عاد ميناء طرطوس السوري ليكون قاعدة روسيا لخدمة ‏السفن الحربية، وحتى الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.‏

الحضور العسكري لكلا المعسكرين القريب من المملكة او المتواجد على اراضيها يفرض عليها تحديات ‏جمه مما يتطلب من عمان ايجاد معادلة لتجنب اي صدام بين الطرفين على اراضي المملكة او السماح ‏لاية جهة لمهاجمة القواعد العسكرية المنتشرة هنا وهناك.‏

التداعيات الاقتصادية لن تكون بمنأى عن هذا الصراع حيث تعتبر روسيا وأوكرانيا من أكبر المنتجين ‏والمصدرين للمواد الغذائية الاساسية مثل الحبوب والقمح بالرغم ان المملكة لا تستورد القمح من روسيا ‏بسبب فرض الاخيرة رسوم وضرائب لكن المملكة استمرت في استيراد القمح الاوكراني بنسبة لا تتجاوز ‏‏10 % في عام 2021. اما بالنسبة للتبادل التجاري بين الاردن و روسيا من وبين الاردن واواكرانيا ‏فهو منخفض بالمقارنه من التيادل التجاري الاردني مع دول اخرى حيث يصل حجم التبادل التجاري بين ‏الأردن و أوكرانيا 200 مليون بينما يبلغ حجم التبادل بين الاردن وروسيا نحو 210 مليون دولار.‏

التأثيرات الاقتصادية ستشمل ايضاَ النفط والغاز حيث يتوقع أن يرتفع سعر برميل النفط الى 120 دولاراً ‏للبرميل في حال بدء أي عمليات عسكرية لا سيما أنّ الأردن يستورد كامل احتياجاته النفطية من الخارج ‏وان هذا إلارتفاع سيرفع كلفة الفاتورة النفطية الأردنية وستجد الحكومة الأردنية نفسها في مواجهة ‏تحديات كبيرة من الصعب مواجهتها.‏

ختاماً بالرغم من كل هذة التحركات العسكرية على كلا الجبهتين الا ان هناك شعور ينتاب الجميع ومنهم كاتب هذة ‎السطور ان حرباً لن تقع وما هي الا مجرد ابتزاز متبادل من كلا الطرفين من اجل كسب غير مشروع ورفع اسعار ‎النفط والغاز ومأرب اخرى.‎
‏ ‏

المصدر : خبرني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى