أخبار الأردن

بماذا يختلف لقاح الأنف لكورونا عن اللقاحات الأخرى؟

بماذا يختلف لقاح الأنف لكورونا عن اللقاحات الأخرى؟بماذا يختلف لقاح الأنف لكورونا عن اللقاحات الأخرى؟

خبرني – تتواصل الأبحاث لتطوير جيل ثانٍ من اللقاحات لمواجهة وباء #كورونا في ظل ظهور متحورات جديدة للفيروس. التحديات كبيرة خصوصاً بعد أن أظهرت البيانات والمعطيات أن الاستجابة المناعية بعد الاصابة أو عبر التطعيم تتراجع مع الوقت، وبالتالي نحن بحاجة إلى تقنيات ولقاحات قادرة أن توفر الحماية ضد الإصابة بالفيروس لوقت أطول من تلك التي توفرها لقاحات الجيل الأول.

تعمل عدة شركات اليوم على تطوير لقاحات عبر الأقراص أو بخاخ الأنف للتصدي لفيروس كورونا، والهدف منها تأمين الحماية في الجزء العلوي من المسار التنفسي وتعزيز أجسام مضادة أكثر لتأمين الحماية وصد العدوى.

فكرة اللقاح على شكل بخاخ الأنف ليست بجديدة، فهذه اللقاحات موجودة ضد الإنفلونزا الموسمية، ومن الجيد اعتماد لقاحات مماثلة لمواجهة فيروس كورونا المستجد. صحيح أن هذه اللقاحات ما زالت جمعيها ضمن التجارب إلا أنها قد تُغيّر قواعد اللعبة وإحداث نتائج مبشرة في التصدي للفيروس.

حتى الآن هناك ما لا يقل عن 12 لقاحاً أنفياً قيد التطوير في جميع أنحاء العالم، وقد انتقل بعضها إلى المرحلة الثالثة من التجارب. وقد أظهرت هذه اللقاحات قدرتها على تأمين أجسام مضادة عالية وحماية أكبر من انتشار الفيروس، فهل نحن على موعد مع جيل ثانٍ من لقاحات كورونا؟
يتحدث الباحث في علم الفيروسات والأمراض الوبائية الدكتور حسن زراقط لـ"النهار العربي" عن أن "اللقاح الأنفي ممكن أن يؤمن مناعة أفضل، لا سيما أننا نعرف أن الموطن الأول للفيروس يكون في الجهاز التنفسي العلوي قبل أن يتكاثر وينتقل إلى الرئة. لذلك الهدف منه خلق مناعة مركزة في منطقة الأغشية المخاطية للحصول على أجسام مضادة وخلايا مناعية مقيمة بحيث تصبح دفاعاتنا متقدمة أكثر.
عندما نتلقى اللقاح عبر العضل تتكوّن لدينا عادةً أجسام مضادة في الدم التي تنتشر في الجسم ولكن لا تكون فعاليتها كبيرة في الأنف والأنسجة المخاطية. وبما أنه أصبحت لدينا نسبة جيدة من السكان من الملقحين، أصبح بالإمكان اعطاء هذا اللقاح الأنفي (الذي يعطى بالرذاذ عبر الأنف) كجرعة تعزيزية.
ويشير زراقط إلى أن هذه الجرعة التعزيزية من خلال اللقاح الأنفي من شأنها أن تساعد على:

– التصدي للإصابة بالفيروس بطريقة أفضل.
– حتى لو أصيب الشخص بالفيروس، إن وجود هذه الأجسام المضادة في منطقة الأغشية المخاطية من شأنها تعطيل الفيروس وقدرته على الانتقال إلى شخص آخر.

وبناءً على هذه المعطيات، جاءت فكرة تطوير هذا النوع من اللقاحات، خصوصاً أن التقنيات المعتمدة لاستخدامها غير مكلفة وبالتالي تساعد في توفير اللقاحات بطريقة أوفر وأسهل. وهذه ليست سابقة، إذ تم اعتماد هذا النوع من اللقاح مع فيروس الإنفلونزا (رذاذ عبر الأنف) حيث تُعطي بريطانيا على سبيل المثال اللقاح المخفف للإنفلونزا (يُعطى عبر الأنف) لكل الأولاد في المدارس.

كذلك قد يساعد هذا اللقاح الأشخاص والأولاد الذين لديهم هلع من الحقنة، بالإضافة إلى أنه يسد ثغرة نقص الإمدادات ونقص الحقن وتأمين مراكز للتلقيح وتدريب العاملين فيها.

ويوضح زراقط أن هذا اللقاح قد يكون كناية عن فيروس مُعطّل أو مخفف، أو عبر استخدام تقنية الفيروس الناقل شبيهة بتقنية لقاح الـastrazenca أو عبر تقنية الـmRNA أو ما يعرف بالحمض الريبي الرسولي مثل فايزر وموديرنا.

هذه التقنيات التي يتم تطويرها حالياً على هذا اللقاح ما زالت ضمن التجارب المخبرية، وقد أظهر بحث في جامعة Yale عن نتائج جيدة ومبشرة على الفئران بعد أن تبيّن أن اعطاء اللقاح عبر الأنف كجرعة تعزيزية يعطي ردة فعل مناعية عالية ويخفف امكانية الإصابة، بالإضافة إلى تخفيف كمية الفيروس التي تخرج من الفئران التي أُصيبت بالفيروس وتلقت اللقاح. وبالتالي، يكون هناك قدرة أقل على الانتقال إلى أجسام أخرى".
كذلك أجريت تقنيات أخرى في التجارب السريرية والتي تشمل حوالى 12 لقاحاً يتم تطويرها بهذه الطريقة، ومن بين هذه التقينات استخدام البروتين المنقى حيث يتم اختيار مثلاً البروتين الشوكي ويتم اعطاؤه عبر اللقاح الأنفي.

ويشدد زراقط على أنه " ممكن أن يصبح هذا اللقاح بديلاً عن اللقاحات الأخرى ولكن يعتمد ذلك على التقينات المستخدمة، ولا يمكن لكل التقنيات أن تكون بمثابة الجرعة الأولى، وفي حال أردنا ذلك قد يكون علينا اللجوء إلى تقنية الفيروس المخفف حتى يتمكن من التكاثر وتحفيز المناعة في منطقة الأغشية المخاطية أو اعطاء مواد تحفيزية مناعية مع اللقاح الأنفي لتأمين استجابة مناعية أقوى ضد الفيروس وهذا الأخير غير محبذ.

ولكن حتى الآن، يُحكى عن إعطاء هذا اللقاح كجرعة تحفيزية أو تنشيطية لتعزيز مناعة وحماية أكبر وحتى تخفيف إمكانية انتقاله والعدوى إلى الآخر نيتجة وجود الأجسام المضادة المركزة في الأغشية المخاطية. ومع ذلك، ما زال مبكراً الحديث عنه قبل انتهاء التجارب السريرية بمراحلها الثلاث، وبالتالي بعد التثبت من أمان هذه اللقاحات وفعاليتها على الأصحاء، ممكن توزيعها على الفئات الأخرى.

ويلفت رزاقط إلى أن "الفيروسات المخففة التي تُعطى عبر الأنف عادة لا نوصي بها أو لا تُعطى للأشخاص الذين يعانون من نقص المناعة مثل مرضى السرطان أو الأمراض المناعية الذاتية والمرأة الحامل. وعلى سبيل المثال لا يمكن إعطاء لقاح الإنفلونزا المخفف لهذه الفئة لأن نقص المناعة لديهم قد يتسبب بمشاكل في حال تلقي فيروس مخفف. لذلك اللقاح الأنفي سيكون متاحاً بالدرجة الأولى للأشخاص الأصحاء ومن ثم يتوسع استخدامه على الفئات الأخرى باستنثاء الفئة التي تعاني من نقص المناعة في حال تم استخدام تقنية الفيروس المخفف".

المصدر : خبرني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى