(التجصيص والمجصص) حرفة كركية سادت وبادت

(التجصيص والمجصص) حرفة كركية سادت وبادت
خبرني – محمد الخوالده
من اقدم الحرف اليدوية التي عرفتها منطقة الكرك حرفة "التجصيص" والتي تعني طلاء جدران واسقف الدور الكركية القديمة من الداخل واكسابها لونا ابيض ناصعا ، اما الشخص الذي كان يحترف هذه الحرفة فاسمه "المجصص" .
ومن اشهر المجصصين الذين عرفتهم مدينة الكرك في تاريخها القديم شخص اسمه طالب المعاني الذي يتولى بدوره مقابل اجر يتفق عليه احضار مادة الجص ، الذي كان يستخدم ايضا لتجبير كسور العظام ، ومادة الجص علميا هي خام من كبريتات الكالسيوم المائي الطبيعي المتبلور.
كان طالب المعاني يذيب مادة الجص في وعاء كبير بالماء ، مضيفا له بعض المواد التي تعين في زيادة ميوعة المادة الصلبة لتصبح سائلا اشبه بماء مكثف لتسهل عملية رش الجدران والاسقف به، تتم عملية التجصيص وفق رواة باستخدام الة مخصصة لهذه الغاية ، مجوفة وبداخلها ذراع يتحرك صعودا لملء تجويف الالة بسائل الجص ، ويتحرك نزولا لضغط السائل بقوة ورشه على الجدران والاسقف .
كانت عملية رش الجص تتم على مرحلة واحدة او اكثر حسب رغبة صاحب الدار، وبما يتناسب ومدى نظافة جدران واسقف الدور الكركية القديمة المكونة في معظمها من فضاء واحد مختلف المساحات التي كانت تزيد اتساعا وفق عدد القناطر التي ترفع الاسقف ، قنطرة او قنطرتين او ثلاث وفي احيان قليلة اربعة قناطر .
كان تجصيص الدور يتم بشكل دوري كل عام او اكثر ، حيث يكون التجصيص ضروريا ، فجدران الدور واسقفها كانت تتأثر بدخان نار الحطب التي كانت تشعل لاغراض التدفئة شتاء ، او لغايات الطهو في مناقل حديدية او في جورة تقام في منتصف ارض الدار الطينية ، فتسود الجدران والاسقف نتيجة الدخان المتكرر لتصبح عملية التجصيص ملحة .
المصدر : خبرني