الحب والكراهية .. من يغلب من ؟! ..

الحب والكراهية .. من يغلب من ؟! ..
من مجمل تفاصيل الحياة اليومية ، مشاهد ثنائية متقاطعة ومتضادة لا تلتقي اطلاقا ، كالحب والكراهية او التباعد والتقارب وحتى الامن والسلام والفوضى والحروب والاستبداد والديمقراطية وغيرها الكثير الكثير ..
فعندما يكون للأولى حضور ، يكون للثانية غياب ، بمعنى آخر عندما تطوق المحبة قلوب الأسرة والعائلة والعشيرة والمجتمع ، تنقرض الكراهية التي لن يكون لها وجود إلا في القلوب المقيته والنفوس المريضة ، والعكس هو الصواب ..
طبيعة النفس البشرية عجنت على المحبة ، وتشبعت بالطيبة والتسامح ، فالحب ، قوة دافعة ، وطاقة خلاقة للانطلاق في فضاءات رحبة ، وعوالم بيضاء ناصعة لا مكان فيها للنفور والبغضاء ، وكل ما فيها يتدفق بالسرور وإشراقات البهجة والفرح .
معظم المفكرين والفلاسفة وعلماء الاخلاق والنفس ، يتفقون أنه بدون حب لا يكون للحياة معنى ، حيث تُجدب الحياة وتتصحر المشاعر ، فالحب هو الذي يجعل الطيور تحلّق عالياً في السماء ، وتنتقل من غصن إلى آخر في زقزقة محببة ومرح عفوي بريء .
أما البغضاء والكراهية فهي مرفوضة ، لا ترغبها النفوس المحبة للحياة، والعاشقة لأوطانها ، اما ثقافة الكراهية المنتشرة وللاسف هذه الأيام ، مشاهدها جمه ، نتخاصم فيما بيننا ، ونزرع البغضاء في نفوس ابنائنا ، ونمارس التخوين ضد من يخالفنا في آرائنا وقناعاتنا ، ونخرج عن ولاءاتنا وندمر منجزاتنا ، ونسميم علاقاتنا ، ونأزم أوضاعنا ، ونغتال حياتنا ، ونحرق ورودنا وزهراتنا ، وننكأ أوجاعنا وجراحاتنا ، ونزيف آلامنا وآهاتنا ، وجمر انفعالاتنا وعداوتنا ، وسخونة مشاعرنا وعَبرَاتنا ، واجترار مصائبنا ونكباتنا ، هي تلكم أجندة الكراهية البغيضة ..
لم نتشبع بثقافة وأدب الإختلاف وتقبل الاخر والمناصحة الصادقة ، فالكراهية والتشبع بثقافتها العنصرية ، ونفّذ أجندتها بتحريض أو بحسن نية ، هو ابتلاء ومرض ، ومن كان ضحية لأعمال شيطانية بتأثير ثقافة الإلغاء والكراهية، نسأل الله ان يشرح صدره للحب ليتغنى به وكما قال الشاعر
قد ينعم الله بالبلوى، وإن عظُمت … ويبتلي الله بعض القوم بالنعم
والله المستعان
مع تحياتي
المصدر : خبرني