أخبار الأردن

العودة إلى المدارس وتحديات المرحلة القادمة

العودة إلى المدارس وتحديات المرحلة القادمةالعودة إلى المدارس وتحديات المرحلة القادمة

مع بدء دوام طلبة الثانوية العامة (التوجيهي) والمدارس التي تعتمد البرامج الدولية وجاهياً ، اضافة إلى التحاق الطلبة الذين أجلت امتحاناتهم بسبب إصابتهم بفيروس كورونا في فترة الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الأول ، حيث سيتقدمون لتأديتها اعتباراً من هذا اليوم ، على أن تطبّق هذه المدارس البروتوكول الصحّي الذي يقضي بإغلاق المدرسة التي تزيد فيها نسبة الإصابات بفيروس كورونا على ١٠% ، ذلك تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء الذي جاء بعد الموافقة على توصية اللجنة الإطارية العُليا المتعلق بتأجيل بدء الفصل الدراسي الثاني وجاهياً إلا العشرين من شباط/ فبراير الحالي لباقي الصفوف ، اما بالنسبة لدوام معلمي ومعلمات الصفوف من الروضة وحتى الصف الحادي عشر سيكون وفق ما تقتضيه الحاجة لغايات إجراء الامتحانات النهائية للطلبة الذين تأجلت امتحاناتهم والذين أشرت إليهم أعلاه ، اضافة للمساعدة في تنظيم حملات التطعيم التي تنظمها الوزارة بالتعاون مع المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات ووزارة الصحة ، كما وأن الوزارة عملت على جمع تغذية راجعة حول البرتوكول الصحي المطبق بالفصل الدراسي الأول، وتطبيق أمر الدفاع ٣٥ في البروتوكول الصحي بالمدارس ، ذلك بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، وهو ما يتم أخذه بعين الاعتبار .

وزارة التربية والتعليم عملت على بذل الجهود وتوجيهها نحو تسهيل عودة الطلبة حتى يكون الفصل الدراسي الثاني مثمراً وفاعلاً وآمناً للطلبة ، وفي ذلك ، فاننا نتطلع إلى تجاوز كل الصعاب وتذليل كافة العقبات التي قد تعترض بداية موفقة وناجحة لأيام دراسية مقبلة مفعمة بالحيوية والعمل والنجاح ، حيث نتمنى التوفيق لكل القائمين على العملية التعليمية رغم جسامة التحديات والمسؤوليات التي تواجهها وزارة التربية والتعليم لتوفير كافة الاحتياجات اللازمة لبدء الفصل الدراسي ، حيث نهج العمل الميداني ، فالمدارس ورغم إزاحة بدء الفصل الدراسي الثاني فهي في كامل استعداداتها ومهيأة لاستقبال ابنائنا الطلبة ، آملين ان تتضافر جهود جميع الفاعلين التربويين بتعاون فرسان الميدان التربوي اللذين يتحملون جلّ المسؤولية في عودة آمنه ، لذلك فقد سعت وزارة التربية والتعليم الى استشراف حساسية المرحلة القادمة ، وتجهزت لمختلف الظروف الاستثنائية ، فاظهر ذلك مدى مرونة وانسجام عقلية الوزارة وإدارات مديريات التربية والمدارس ، في ظل التحديات والصعوبات ، ما اكتسب زخما إضافيا وروحا متجددّة مغلفّة بالتحدّي والإصرار ، فسعت الى استثمار الوقت لتعمل على إقامة ورش التدريب الخاصة لغايات تدريب المعلمين الجدد .

اننا ونحن نتحدث عن العودة الآمنة لأبنائنا الطلبة لمدارسهم لا بد من التذكير أن أزمة "كورونا" لم تنتهِ بعد ، وفي ذلك فلا بد من ارسال رسائل تطمين توجه في مضمونها الكثير من المعاني اذا أردنا التأكيد على عودة وجاهية آمنة ، فما زلنا نتحدث على أن التحصين يكمن في "اللقاح" الذي هو أحد أهم الوسائل الفعالة للحد من تفشي هذا الوباء الفتاك ، والدولة قامت بتوفير جرعات اللقاح خلال المرحلة الراهنة ، والمواطنون متفهمون ذلك تماماً فلا يساورهم أدنى شك في سعي الجهات المختصة لتحصين الجميع ومن كافة الفئات العمرية ، فذلك هو الطريق الوحيد للحد من انتشار المرض ، فاللقاح بحسب الخبراء خطوة مهمة لاحتواء انتشار الوباء وخطوة أولى مهمة في إطار السيطرة عليه ، ذلك وبما أن دوام الطلبة للدراسة حضورياً هو قرار يتحمل مسؤوليته الجميع ، لذلك ولضمان وجود نهجِ مناسب وفعال للحفاظ على صحة وسلامة الجميع في المدارس عند استئناف الدوام الاعتيادي فقد سعت الحكومة ووزارة الصحة على اعطاء اللقاح لأكبر عدد ممكن من منسوبي وزارة التربية والتعليم من هيئات ادارية وتدريسية والعاملين في قطاع التعليم ، وهي مستمرة حاليا لاستكمال الحملة باستكمال إعطاء المطعوم للطلبة الراغبين وبموافقة أولياء أمورهم ، وحفاظا على سلامة المجتمع التعليمي بالكامل .

ما تحتاجه وزارة التربية والتعليم بالفعل هو تظافر الجهود الطيبة التي يمكن ان تقدم لمساعدتها في تجاوز هذه المرحلة ، فلا يجب ان نقف مكتوفي الايدي متفرجين نرصد ونتابع ونتصيد الاخطاء ، ونظهر من على شاشات القنوات الاذاعية والتلفزيونية والمواقع الإلكترونية والتواصل الاجتماعي ننتقد كل خطوة وكل إجراء من أجل الانتقاد فحسب ، دون النظر الى حجم كل تلك التحديات الجسيمة والى كل هذا الحمل الثقيل ، فنحن جميعاً ابناء وطن ومؤسستنا التربوية العتيدة وهي تواجه كل هذه التحديات تحتاج لجهود الشرفاء من ابناء هذا الوطن الاشم ، من مؤسسات مجتمع مدني وجمعيات وهيئات ومنظمات وقادة مجتمع واولياء امور وغيرهم لمد يد العون والمساعدة ، حيث المسؤولية هي مسؤولية مجتمعية مشتركة ، كما وان كل الحلول سيكون لها كلفة باهظة وجهد استثنائي نتيجة التجاذبات الحاصلة جراء تطور الوضع الوبائي ، ولكن علينا أن نضع صحة ابائنا الطلبة في أولوياتنا ، كم ويجب العمل على تحسين القدرة على استعادة ثقة الطلبة واولياء أمورهم بالمدرسة ، التي هي مأمنهم وملهمتهم ، ما يتطلب تظافر جهود الجميع ، اضافة الى الجهود المخلصة لكافة العاملين بالمدارس وفي ذلك ايضاً .

ان التعليم الوجاهي يتطلب وقفة جادة لكل الفعاليات التربوية ، ليظل الرهان على التعليم وضمن هذه الظروف رهانا على المستقبل ، في ملحمة يتداخل فيها العطاء بالصمود امام هذا الشر الماحق ، وفي ذلك ، فان الجزء الأكبر من المسؤولية مترتبة على المدارس واداراتها ، كما وتقع على وزارة التربية والتعليم مسؤولية مراقبة آلية العودة وتطبيق الإجراءات من خلال مديريات التربية ، لذلك فالعامل الوحيد الذي سيلعب دوراً في نجاح هذه التجربة أو فشلها هو الانضباط ، حيث من المؤمل ان تلتزم ادارات المدارس بالبرتوكول وبالإجراءات والعناية بالصفوف من خلال توفير بيئة صفية صحية اولا ، وهذا سيؤدي الى نجاح خطة وزارة التربية والتعليم ، وأن تكون كل مدرسة مسؤولة عن طلابها وكادرها الإداري والتدريسي بغضّ النظر عن أداء الدولة لواجباتها ومراقبتها فالالتزام والانضباط سيكون بمثابة نموذج ناجح وبالتالي يمكن للمدرسة أن تكون نموذجاً جيداً في حال الالتزام والتقيد بالإجراءات والوقائية.

أدام الله الجميع وأبقاهم ذخراً وفخراً للوطن ، ووفقنا وأبناءنا الطلبة وحمى أردننا الغالي من أي مكروه .
والله ولي التوفيق
مع تحياتي

المصدر : خبرني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى