أخبار الأردن

الفتاوى الذكورية … الى متى

الفتاوى الذكورية … الى متىالفتاوى الذكورية ... الى متى

اثار انتباهي كمحامية ومتابعة ودارسة … للآراء الفقهية الاسرية التي تنشر في مواقعنا الصحفية ‏‏(المقدرة … لها كل الاحترام ) والتي تأخذ كمسلمات دينية واجبة التطبيق في المجتمع، مقالين لرأيين فقهيين متناقضين !! يستدل منهما عند التدقيق على انحياز الفتوى لصالح الذكر !!! ‏والذكورية كما هي العادة للاسف ( مع العلم انني اكره استخدام هذا اللفظ) …‏
‏ الاولى وجهت احدى السيدات سؤالا للمفتي في دائرة الافتاء بالأردن حسب الخبر قبل أيام ( بسبب موجة الثلج التى ‏نعمنا بها الحمد لله ) قالت فيه : إن زوجها يطالبها بحقه الشرعي في هذا البرد الشديد، وأضافت السائلة أنها ترفض هذا ‏الطلب لأن ذلك يجعلها لا تستطيع أن تصلي صلاة الفجر لعدم قدرتها على الاغتسال من شدة البرد.. فهل هذا حرام؟
‏… والحقيقة باعتقادي انها تذرعت بصلاة الفجر!!! بسبب الضرر الجسدي والمعنوي الذي سيقع عليها و قسوة الظرف ‏والبرد الشديد هذه الايام …‏
فماذا اجابها سيدنا المفتي … ( ولرأيه كل الاحترام والتقدير) قائلاً: إن هناك حديثا لرسول الله ﷺ قَالَ: «إِذَا دَعَا الرَّجُلُ ‏زَوْجتَهُ لِحَاجتِهِ فَلْتَأْتِهِ وإِنْ كَانَتْ عَلَى التَّنُّور»، وأوضح الشيخ أن معني التنور أي إذا كانت تخبز الخبز علي النار.‏‎ ‎
وأشار أحد علماء الأوقاف أنه في وضع هذه السيدة بعد أن يحدث الجماع لا تستطيع الاغتسال من شدة البرد عليها طاعة ‏زوجها ثم تتوضأ لصلاة الفجر وتنام ولا يوجد أدني مشكلة إذا فاتتها صلاة الفجر، لافتاً إلي أن الحقوق التي تتعلق بالله، الله ‏يعفو عنها ويصفح، أما الحقوق المتعلقة بالعباد فغير ذلك !!! ‏
وأردف إذا بات الزوج وهو غاضب من زوجته باتت الملائكة تلعنها حتى تصبح….‏
وتساءل الشيخ ماذا إذا تركته زوجته ولم تلب رغبته ؟ وأجاب سيذهب إلى الحرام ويحقق رغبته بطرق محرمة مختلفة، ‏وإذا لجأ إلى ذلك فالزوجة تأخذ الوزر عنه!!!‏
السؤال الذي يطرح نفسه اين هي هذه الزوجة السائلة المسكينة في هذه المعادلة ؟؟ " لقد تم حسم ‏هذه المعادلة كلها لإرضاء جميع الاطراف على حساب هذه المرأة المستضعفة فقرر المفتي أن ‏إرضاء الزوج هنا اولى من ارضاء الله سبحانه وتعالى ) حسب قوله !!! ‏
لماذا لم ينظر احد الى مصلحة وظرف ومعاناة من يقع عليها الضرر والتي تناجي المفتي ان يجد لها ‏عذرا انسانيا من دين الرحمة ومن اقوال الرحمن الرحيم ….. في هذه الظروف القاسية فقد غلَب ‏مصلحة ومتعة الزوج على الضرر الذي سيلحق بالزوجة وهل يستوي تحصيل المتعة بهذا الظرف ‏القاسي مع مقدار الضرر الحاصل للزوجة !!! مع العلم انه عند اطلاق مثل هذه الفتاوى على عنانها ‏وتعميمها على الجميع كقواعد دينية … دون التحقق من ظروف الحالة الخاصة لان لكل حالة ظرف ‏خاص بها والاصل فتوى خاصة بها .‏
‏ ولأنه كما درسنا ان الضرر المادي والمعنوي الذي يقع على الزوجة بالفقه الاسلامي كما هو ‏معروف في ديننا السمح هو احد اسباب طلب الطلاق عند القاضي ؟؟؟ اين هذه الفتوى مع الاحترام ‏من التعمق اكثر والانصاف اكثر بظروف للمرأة المتضررة ؟ ولأنها بشكل عام هي غير منصفة ؟؟ ‏وهذا مثال بسيط جدا على الظلم من خلال الفتاوى التي تغلَب مصلحة الذكور على الاناث ( لاننا هكذا ‏نقسم البشر ذكور واناث ) اما الانسانية ليست في قاموسنا ولا ثقافتنا الفعلية فقط نتغنى بها في ‏الخطب وهذا جزء بسيط مما يقع على المرأة نتيجة حرصها و التزامها بتطبيق هذه الفتاوى وخوفها ‏من الوقوع بالحرام !!!! فهل تستغل هذه المراة التي تريد إرضاء الله بهذه الطريقة … وتجير الفتاوى ‏لصالح الذكور؟؟

ثم اقرأ باليوم التالي فتوى اخرى بنفس الموضوع مخالفة تماما !!!!!!!!!!!!!!!!!! وبنفس ‏الصحيفة الغراء مشكورة طبعا…‏
‏ تقول :-‏
‏( هل يجوز التيمم بدلًا من الاغتسال أو الوضوء خوفًا من المرض في الليالي الباردة ؟ سؤال ورد إلى الدكتور مجدي ‏عاشور مستشار مفتي الجمهورية وامين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.‏
وأجاب مجدي عاشور قائلا: إن المختار للفتوى أنه لا مانع شرعًا من التيمم بدلًا من الاغتسال أو الوضوء من باب أوْلَى في ‏حالة خوف الإنسان على نفسه من المرض بسبب شدة البرد الذي لا يقدر معه على استعمال الماء ، أو كان استعمال الماء ‏يزيد من مرضه أو يؤخر شفاءه إن كان مريضًا ، ولا يجب عليه إعادة الصلاة مرة ثانية تبعًا لما ذهب إليه الجمهور خلافًا ‏للشافعية.‏‎ ‎
وتابع مستشار المفتي أنهم استدلوا بإقرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعمرَو بنَ العاص رضي الله عنه على تيممه بدل الأغتسال من الجنابة ‏خوفَ البرد ، ثم صلى بالناس إمامًا.‏
وأشار الإمام البخاري له و قد بَوَّب هذا الحديث في صحيحه فقال : «بَاب : إِذَا خَافَ الجُنُبُ عَلَى نَفْسِهِ المَرَضَ أَوِ المَوْتَ ، ‏أَوْ خَافَ العَطَشَ، تَيَمَّمَ»، وذكر فيه أَنَّ عَمْرَو بْنَ العَاصِ رضي الله عنه أَجْنَبَ فِي لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ ، فَتَيَمَّمَ وَتَلَا : {وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ ‏إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا} [النساء: 29] فذُكِر ذلك لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَلَمْ يُنكر عليه ولم يأمره بالأغتسال ولا بإعادة صلاته.‏
اليس هذا دليل على الانحياز لمصالح ومتع الذكور على حساب المرأة المستضعفة التى يستقوى ‏عليها حتى بتفسيرات الدين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

المصدر : خبرني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى