الدباس يكتب: تشويش حكومي!

الدباس يكتب: تشويش حكومي!
مرة أخرى تتحفنا الحكومة بإبداع تفكيرها خارج الصندوق … وهذه المرة تخرج علينا بدور الضحية المتعرضة للتشويش من خلال عشرة الاف حساب وهمي على مواقع التواصل تدعي الحكومة انها مختصة فقط بالتشويش على برامج الحكومة وتقليل انجازاتها والنيل من عظمة مخرجاتها!
يحق للحكومة ان تقول ما تشاء …. لكن من حقنا كمواطنين ان نجزع حين ندرك ان الحكومة لا تعرف كيف تخاطب عقولنا … مع ان اعلانها عن وجود حسابات وهمية للتشويش عليها يعني فقط انها ترانا بلا عقول قادرة على التمييز بين الخبيث والطيب وبين الحق والباطل وبين الانجازات التي تدعيها والأوهام التي يعيشها الفريق الحكومي!
ولعل أبرز سؤال اليوم هو : ما هي فعلا انجازات الحكومة التي تستحق التقدير عليه ؟ هل هو غيابها عن كافة الازمات ؟ ام انقطاعات الكهرباء المستمرة ؟ ام التعديلات الدستورية التي افرغت الدستور من مضمونه العريق ؟ ام التخبط الحكومي في القرارات ؟ ام كل ذلك الخليط معاً الذي جعل اي مواطن في الشارع يشعر بالقلق من حقيقة الجواب على التساؤل اليومي " لوين رايحين " ؟
هل فعلاً نحن فقط أصحاب القلوب الضعيفة من نرى فعلاً ان " البلد مهورة " ؟ ام ان الحكومة ترى من خلف نظارات شمسية ما لا نراه ؟ والسؤال الأكثر خطورة : هل فعلاً تتعامل الحكومة مع كل النقد الذي تسمعه على أنه " مجرد تشويش " ؟؟ هنا فعلاً نكون قد وصلنا بالادارة الحكومية الى مرحلة " لا أسمع" بعد ان اوصلتنا هذه الحكومة الى قناعة سابقة بأنها لا ترى ولا تتكلم أيضاً!
ربما ستعتبر الحكومة هذا المقال مجرد تشويش يضاف للحسابات الوهمية ؛ وهي بالتأكيد لا تقرأ وان قرأت لا تفهم وإن فهمت لا تقتنع وان اقتنعت تقف عاجزة عن تقديم اجابة شافية تخاطب عقول الناس وتقول لهم اننا وصلنا الحافة واننا نحتاج الى كذا وكذا وكذا حتى نعود الى ما كنا عليه!
حان الوقت بعد كل هذا التخبيص ان يقف الرئيس الخصاونة امام المرآة ويسأل نفسه : هل هناك فعلاً انجاز يستحق التحليل قبل التشويش ؟ وهل هذا فعلاً ما يستحقه الناس في الاردن ؟ عليه فعلاً ان يحضر فيديوهات حرس الحدود وهم يدرّسوننا جميعا التربية الوطنية التي فشلت المناهج المدرسية في تنميتها …. فذلك الجندي لخص كل شيء حين قال : ليس لنا الا هذا الوطن نعيش فيه ونحميه … فهو كرامتنا وعرضنا وشرفنا وليس بعد الشرف عزيز!
أيتها الحكومة غير الرشيدة …. معتذر لك عن كل هذا التنمر الذي تتعرضين له من الاردنيين ؛ الذين يقللون من انجازاتك ويعادون خططك ؛ ولا يثقون بأجنداتك ! دعيني أنحاز لك يا حكومة البلاد وأقول حتى تفرحي : نعتذر لك ومنك على اننا شعب الاردن ؛ فبالتأكيد انك تستحقين ان تكوني حكومة لشعب أفضل منا بكثير … شعب يقدر انجازاتكم ويشكر فشلكم ويحمد الله على نعمة الحكومة الرشيدة !
كل ما تريد الحكومة قوله من طرفها ومن ثم سماعه من الشعب هو ما قاله عادل إمام في مسرحيته قبل عقود : الرغيف كبير والمواصلات فاضية! حسناً اذن فلتسمعها منا على طريقتنا : اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه…. فالحكومة التي تظن نفسها تتعرض للتشويش هي بالتأكيد "مشوشة" ….وسلامتكم!
المصدر : خبرني