هل ينجح الكويت بإنهاء أزمة لبنان مع دول الخليج؟

هل ينجح الكويت بإنهاء أزمة لبنان مع دول الخليج؟
خبرني – بعد هدوء العاصفة التي هبت بين دول الخليج العربي ولبنان، عقب التصريحات التي أدلى بها الإعلامي جورج قرداحي حول الحرب على اليمن، قبل أن ينضم لحكومة ميقاتي وزيراً للإعلام والتي استقال منها، بدأت الكويت بالتحرك لإنهاء الأزمة الخليجية اللبنانية.
ويقود حالياً وزير الخارجية الكويتي، أحمد ناصر الصباح، الذي وصل (السبت 22 يناير الجاري) إلى لبنان، جهوداً دبلوماسية لإعادة الهدوء بين دول الخليج ولبنان، ووضع القطار على سكته من جديد في العلاقات بين دول مجلس التعاون وبيروت.
ويهدف التدخل اللبناني، كما يؤكد الصباح، إلى وضع إجراءات لبناء الثقة مجدداً بين لبنان ومحيطه الإقليمي والدولي، مشدداً على ضرورة إيفاء لبنان بالتزاماته وقرارات الشرعية الدولية وقرارات الجامعة العربية، حيث إن "خطوات بناء الثقة لا تكون بين يوم وليلة، وإنما تحتاج إلى إجراءات ملموسة".
ويعد الأساس في تقدم الأمور، كما يوضح الصباح، عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والخليجية، وأن "هناك ملاحظات على مبدأ النأي بالنفس (الذي تعلنه حكومة لبنان) وهناك رغبة بتطبيقه فعلاً وقولاً".
وجاء تحرك الكويت إلى لبنان، وفق تصريحات الصباح، بتنسيق خليجي وضمن الجهود المبذولة لإعادة بناء الثقة مع لبنان.
وإلى جانب تأكيدات الصباح، كشفت مصادر دبلوماسية أن المقترحات التي قدمها وزير الخارجية الكويتي إلى لبنان تركز على اتفاقية الطائف، وتطبيق قرارات مجلس الأمن، والالتزام بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في موعدها.
كما تشمل مقترحات الوزير الكويتي، وفقاً لما نقلته وكالة "رويترز"، (الأحد 23 يناير الجاري)، تشديد الضوابط على الصادرات إلى الخليج ومنع تهريب المخدرات، والتعاون بين أجهزة الأمن اللبنانية والخليجية.
إعادة للثقة
وحول زيارة وزير الخارجية الكويتي للبنان يرى الكاتب والباحث السياسي الكويتي، عايد المناع، أن تلك الزيارة تأتي للمشاورات مع بيروت، ضمن إطار الجهد الدولي لإعادة الثقة.
وثمة خطوات وإجراءات، كما يؤكد المناع في حديثه لـ"الخليج أونلاين"، يجب على لبنان تطبيقها لإعادة الثقة، أبرزها تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بنزع سلاح المليشيات، وحصر السلاح في الدولة فقط، وألا يكون لبنان منصة عدوانية لفظية أو فعلياً تجاه أي دولة.
وتأكيداً لحديث المناع، سلم الصباح إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، والرئيس ميشال عون، رسالة تركز على اتفاقية الطائف، وتطبيق قرارات مجلس الأمن، والالتزام بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في موعدها.
ويرتبط نجاح المهمة الكويتية، وفق المناع، بقبول حزب الله بتلك البنود، وأبرزها وقف تهريب المخدرات إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وهو ما لن ينفذه الحزب.
ويعد لبنان، وفق المناع، المتضرر من مواصلة الأزمة مع دول الخليج العربي، حيث توقفت السياحة والاستثمارات الخليجية في تلك الدولة العربية.
ويتوقع الكاتب والمحلل السياسي أنه في حال تنفيذ بعض الطلبات التي يحملها وزير الخارجية الكويتي، أو التعهد بالموافقة على الباقي منها، أن تعود العلاقات بشكل أفضل بين دول الخليج ولبنان، وأبرزها عودة السفراء.
تفاقم الأزمة
تفاقمت الأزمة الخليجية اللبنانية تفاقماً كبيراً إثر تصريحات لوزير الإعلام اللبناني المستقيل قرداحي، في برنامج يبث في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، بشأن الحرب اليمنية.
وبعد وقت قصير من بث تصريحات قرداحي، استدعت السعودية بشكل مفاجئ سفيرها لدى بيروت، وطلبت من السفير اللبناني مغادرة الرياض، وقررت وقف كل الواردات اللبنانية إليها.
واعتبرت الخارجية السعودية، في بيان أصدرته بـ 29 أكتوبر الماضي، تصريحات قرداحي "تحيزاً واضحاً لمليشيا الحوثي الإرهابية المهددة لأمن واستقرار المنطقة".
ورغم رفض الحكومة اللبنانية تصريحات قرداحي فإن دول الخليج العربي تضامنت مع السعودية، وسارعت البحرين والكويت والإمارات إلى سحب سفرائها من لبنان، في حين أعلن المكتب الإعلامي بوزارة الخارجية في دولة قطر عن "استغرابه الشديد واستنكاره للتصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير الإعلام بالجمهورية اللبنانية".
كما أعربت سلطنة عُمان "عن أسفها العميق لتأزم العلاقات بين عدد من الدول العربية والجمهورية اللبنانية"، في معرض تعليقها على خلاف السعودية ولبنان.
وعقب تلك الأزمة أعلن قرداحي استقالته في ديسمبر الماضي، بمسعى لاحتواء الأزمة، حيث أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن باريس والرياض اتفقتا على الانخراط الكامل في استئناف العلاقات الدبلوماسية مع لبنان.
أزمة المخدرات
وإلى جانب الأزمة السياسية بين دول الخليج ولبنان، حملت زيارة وزير الخارجية الكويتي بعض الرسائل حول مواصلة تهريب المخدرات من قبل بيروت إلى دول الخليج.
وباستمرار تكشف دول الخليج محاولات لتهريب المخدرات يكون مصدرها لبنان، حيث سبق أن حظرت السعودية، وسلطنة عُمان، والبحرين، والكويت، والإمارات، في أكتوبر الماضي، استيراد الفواكه والخضار من لبنان، بعد الكشف عن محاولات لإدخال كميات من تلك الممنوعات في الخضراوات والفواكه.
وهنا يؤكد المحلل السياسي الكويتي أن من ضمن الملفات التي سيناقشها أحمد الناصر الصباح خلال زيارته إلى لبنان قضية تهريب المخدرات، وضمان وقف تهريبها إلى دول الخليج العربي.
المصدر : خبرني