الصَهايِنة .. يُخطِطون لِتهويد .. الفِلسطينيين

الصَهايِنة .. يُخطِطون لِتهويد .. الفِلسطينيين
ما يُميز الحركة الصهيونية سيئة الذِكر ، والنهج والمعتقد ، عدائية عقيدتها لكل البشر ، أنانية السلوك ، خالية من كل القيم الانسانية النبيلة . هي حركة مُدمرة ، مُدبِّرة للمكائد ، متغطرسة ، توجهها نظرية ميكافيللي ( الغاية تبرر الوسيلة ) ، وهذا ما يميزها كحركة أي انها لا تعجز عن ابتداع الاليات ، والوسائل لتحقيق أهدافها ، كما انها لا تَكِل ولا تَمِل ، وتُسقِط عامل الزمن ، فلا يضيرها ان تضع استراتيجية لما يزيد عن قرنٍ من الزمان .
الصهيونية أخطر حركة في تاريخ البشرية ، لانهم لا ييأسون ، ولا يبتأسون ، ولا يستعجلون الأمور ، والمهم عندهم ان يحققوا ما يبغون ، وينجزون مآربهم . وللتدليل على ذلك ، أود ان أُذكركم بالمؤتمر الاول للحركة الصهيونية ، الذي عُقد في بازل في سويسرا ، عام ١٨٩٧ ، برئاسة / تيودور هرتزل . منذ عقود من الزمن قرأت تفاسير لبروتوكولات حكماء صهيون . أذكر مما قرأت :- (( … أما في جنوب لبنان ، فلا ضير من البحث عن ضابط لبناني برتبة رائد لخلق جيب انعزالي في جنوب لبنان في المنطقة المحاذية لشمال ( اسرائيل ) . وفسروا اسباب انتقاء رتبة رائد : فقالوا بما معناه : ان الضابط برتبة رائد من السهل إغوائه لأن العقيدة العسكرية لم تترسخ لدية )) . وتم ذلك بعد ( ٨٥ ) عاماً ، عند اجتياح لبنان عام ١٩٨٢ ، وتم خلق الجيب بقيادة الرائد / سعد حداد .
تخيلوا ان مؤرخين يهود يقومون بحملات مبرمجة تهدف الى دعوة أهالي بيت لحم المحتلة لإعتناق اليهودية . وقالت وكالة (( معاً )) الإخبارية ان بعض الاهالي من منطقة التعامرة شرق بيت لحم اشتكوا من ظاهرة قيام اساتذة يهود باعتراض أبنائهم وهم ذاهبون الى المدارس ، واعطائهم كتيبات تثبت ان الفلاحين الفلسطينيين من أصل يهودي ، وان الدماء اليهودية تسري في عروقهم ، وانهم اضطروا لتغيير ديانتهم خوفاً من الرومان ومن الامبرطوريات التي حكمت فلسطين ، وان بن غوريون كتب ذلك في ملاحظاته عام ١٩١٧ حين زار فلسطين ، وقال ان لهم ملامح مختلفة وشعر اشقر وعيون زرقاء .
إطَلَعْتْ وكالة (( معاً )) على عدد من الكتيبات منها :— ١ )) كُتيب من تأليف / تسفي ميسناي ، وهو من مواليد ١٩٤٦ ، وحائز على جائزة روتشيلد في التطوير الصناعي ، وعمل في معهد / فايتسمان ، والكتيب يحمل عنوان (( الإرتباط )) ، والإرتباط هو اسم النظرية الصهيونية الجديدة ، التي تقول ان الفلاحين في الضفة الغربية هم من أصل يهودي إضطروا لتغيير ديانتهم وانه آن الأوان لإعادتهم للدين اليهودي ، وانه آن الاوان بعد الفي عام للقاء الأخوة وإعادة توحدهم ، بعد ان اصبحوا أعداء لدودين وان (( لا يرفع أخ على أخٍ سيفاً )) . ٢)) يتم توزيع مقالات تصب في نفس الفرضية ، للعميد الصهيوني المتقاعد / أوري سمحوني . ٣ )) وأخرى للدكتور / موردخاي نيسان ، وهو محاضر في دراسات الشرق الأوسط في الجامعة العبرية ، ٤ )) وكُتيب لبنيامين تسدكا ، وهو رئيس معهد الدراسات السامرية . ٥ )) كما يستخدم اليهود مقالات (( لعالِم الأخلاق !؟ )) / شوبنهاور ، في القرن السابع عشر . ٦ )) ونظريات وكتابات / لإلبرت آينشتاين ، ويدعون فيها الى تغيير الوعي ، لأن حلّ الصراع لا يمكن ان يتم بوجود الوعي السابق !؟ ويرفض هؤلاء الاكاديميون اليهود فكرة حلّ الدولتين ، لانها في حدها الاقصى ، عبارة عن هدنة طويلة ، ويقترحون بدلاً منها ، تغيير الوعي واعتبار الفلسطينيين في الضفة يهوداً ، تسري الدماء اليهودية في عروقهم .
ويذهب هؤلاء الى ابعد من ذلك ويقولون ان أول من اكتشف ان فلسطينيي الضفة من أصل يهودي هم باحثون ألمان عام ١٨٦٠ ، وعلى رأسهم الكولونيل / كوندور الذي لاحظ ان اللغة العبرية والسمات اليهودية متأصلة في سكان المنطقة ، وكتب ان العرب في فلسطين هم أخوة في الدم للشعب اليهودي . (( وانا اتسأل هنا : هل اليهود شعب !؟ خاصة وان الابناء يتبعون ديانة الأم في الديانة اليهودية )) .
وتضيف الكتيبات ان الفلاحين الفلسطينيين هم يهود أشكناز ، وأقرب ما يكونون لليهود من أصل الماني ، ويحملون نفس الصفات ، من وجهة نظر علم الوراثة والعلوم الطبيعية الأخرى . وان عرباً في السعودية هم أقرب الى يهود روما ، وان البروفيسورة / بت شيفع تمير بونيه ، تحاول ان تثبت ذلك من خلال فحوصات DNA الأمهات .
لقد سبق لي شخصياً ان اطلعت على معلومات ، قبل سنوات ، تشتمل على اسماء بعض العائلات الفلسطينية والاردنية من أصل يهودي . كما سبق لي ان اطلعت على عائلات عربية أصلها يهودي في سوريا ، ومصر . وأذكر انني قرأت منذ زمن ان عدداً من العائلات التركية أصلها يهودي ، وان كمال أتاتورك يهودي .
لاحظوا معي كيف سلخوا الضفة عن كل فلسطين ، وادعوا هذا الادعاء كوسيلة خطيرة خبيثة لحل النزاع على الضفة . اما ابناء فلسطين المحتلة عام ١٩٤٨ ، فلم يشملهم هذا الإسفين الخطير لانهم يعتبرونها أرضاً للصهاينة ويعتقدون انه لا نزاع عليها الآن ، وانظمتنا العربية ومنظمة التحرير الفلسطينية من اعطتهم هذا المبرر لانهم اقروا باحتلالها وقدموا للصهاينة صك المُلكية .
في ثمانينات القرن الماضي ، قرأت عن كتاب إسمه (( التوراة جاءت من جزيرة العرب )) ، وكان قد صدر في إحدى الدول الاسكندنافية ، بداية باللغة الانجليزية ، فاستنجدت بصديق عمري ورفيق الغربة ، الأستاذ جمال الغرايبة ، الذي كان مديراً للملكية في ابوظبي ، فتصادف ان كان له رحلة عمل الى اوروبا ، واحضره لي وباللغة العربية . هذا الكتاب من أخطر الكتب الذي يرصد حركة اليهود في آسيا العربية . وعليه أتساءل : (( أين ذهب يهود بني قريظة ، وبني قينقاع ، وبني النظير )) !؟
الحركة الصهيونية ، لا رعونة تُسيِّرهم ، ولا طيش يؤخِّرهم عن تنفيذ مخططاتهم . يمتهنون الغدر ، والمكر ، والخديعة ، والخيانة . لا يُؤمَن جانبهم ، عجَّزوا الأنبياء والرُسل ، يستغلون الضعفاء ، ويتحالفون مع الأقوياء ، فركنوا الى الامبراطورية البريطانية وانتزعوا منها وعد بلفور ، وأقاموا كيانهم المزعوم ، حتى أصبح حقيقة على الارض ، وبعدما ضعفت الامبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس ، تحالفوا مع الامريكان ، فأسسوا كياناً متسلحاً بكل انواع القوة ، والعلم ، والمعرفة ، حتى تغلغلوا في مفاصل امريكا العظمى ، وصنعوا اللوبي الصهيوني ( الآيباك ) ، الذي يخطب كل السياسيين الامريكان ودَّه ، ويوجه السياسات الامريكية لمصلحة هذا الكيان المسخ . الصهاينة من أمِنهم لا يتقِ شرّهم ، ومن تحالف معهم لا يأمن جانبهم ، ومن جاورهم تأذى منهم . المال وسيلتهم ، والموبقات أدواتهم ، يُحسنون استخدامها باحتراف . من تعامل معهم غشّوه ، وتحايلوا عليه ونهبوه ، وأذاقوه مُرَّ العذاب والخذلان . هم كالحية الرقطاء ، يتسللون في الخفاء . من يفاوضهم لا يصل لنتيجة ، ومن تقرب منهم استنزفوه ، ثم تخلّوا عنه وأهملوه .
المصدر : خبرني