فقدوه في عمان وشهامة احدهم اعادته للكرك

فقدوه في عمان وشهامة احدهم اعادته للكرك
خبرني – محمد الخوالده
ام ايسرسيدة كركية ذهبت برفقة زوجها ابو ايسر من الكرك الى عمان وفي حقيبة يدها محفظة صغيرة بداخلها مبلغ (2800) دينار خصصه الزوجان لتجديد بعض احتياجات منزلهما من اثاث وادوات كهربائية ، وذلك كعادة معظم اهل الكرك الذين غالبا مايشترن احتياجاتهم المكلفة من عمان ، حيث الاسعار في قناعة هؤلاء اقل بكثير عما هي عليه في الكرك ، اضافة لتعدد الاصناف والماركات التجارية مايعني متسعا اوسع للاختيار .
وصل الاثنان بسيارتهم الخاصة الى عمان وركنوها في احد مواقف السيارات وقصدا مطعما لتناول وجبة طعام ، تناولا وجبتهما على عجل ثن استقلا سيارة تكسي قاصدين منطقة طلوع المصدار وسط البلد كمحطة اولى في رحلة البحث عن الاثاث والادوات المنزلية التي يرغبان بها ، لم يجدا مايبحثان عنه طلوع المصدار ، فاستقلا سيارة تكسي اخرى باتجاه منطقة جبل الحسين ، وبعد جولة بين اكثر من متجر هناك قررا شراء حاجتهما من احدها .
الى هنا تبدو حكاية ام ايسر وزوجها عادية جدا ، لكن الملفت في الحكاية ماقالته ام ايسر تاليا :
اخر علم لنا بالمحفظة والنقود التي بداخلها قالت ايسر حين كنا في سيارة التكسي التي ذهبت بها زوجي الى طلوع المصدار ، حيث تفقدت من باب الاطمئنان المحفظة والمبلغ الذي بداخلها فكان كل شيء على مايرام ، غير اني قالت ام ايسر لم اعد المحفظة الى حقيبتي بل اعطيتها لزوجي ليضعها بجيبه
اضافت ام ايسر اخترنا الاثاث والادوات الكهربائية التي نريد من احد متاجر جبل الحسين ، ذكر لنا التاجر المبلغ المطلوب والذي كان بالتمام والكمال (2350) دينارا ، وهنا قالت ام ايسر فوجئنا بما لم يكن بالحسبان ، مد زوجي يده الى جيبه ولم يجد المحفظة ، بحث عنها في كل جيوب ملابسه ، لكن دون جدوى ، اعتذرنا للتاجر والذي تفهم حالنا فابدى تعاطفا كبيرا معنا ، صعقنا لهول ماحصل قالت ام ايسر لكن ما باليد حيلة فهي ارادة الله .
خرجنا من المتجر لنبدا مرحلة التفكير اين سقطت المحفظة من جيب زوجي ، فنحن لم نسر على الاقدام كثيرا ليكون المبلغ قد سقط اثناء ذلك ، فرحلتنا الى طلوع المصدار والى جبل الحسين كانت في سيارتي تكسي ولم نسر على الاقدام الا مسافة قصيرة ، فادركنا ان المحفظة سقطت مؤكدا داخل احدى سيارتي التكسي التي ركبناهما , فقدنا الامل وسبحنا امرنا لله في المبلغ الكبير الذي فقدناه وحصلنا عليه بسلفة بنكيه ، تجرعنا مرارة ماحصل اضافت ام ايسر، ولم نعلم احدا بالامر حتى افراد الاسرة .
اضافت ام ايسر لملمنا حسرتنا وعدنا للكرك الا ان مفاجئة لم تكن بالحسبان في انتظارنا في اليوم التالي، اذ اتصل شخص بنا هاتفيا يبدو انه اطلع على اسم زوجي الكامل من فيشة بنكية كانت داخل المحفظة فاستدل من خلالها على مكان اقامته وعلى فرع البنك الذي يتعامل معه في الكرك فتمكن تاليا من الحصول على رقم هاتفنا .
الشخص الذي اتصل بنا قالت ام ايسر كان سائق السيارة التي نقلتنا الى جبل الحسين ، انه ابن حلال بكل معنى الكلمة وعنده مخافة الله ، ومن كرم خلقه وبعد ان تفهم قصتنا اقسم انه سيحضر لنا المبلغ الى الكرك بنفسه مشترطا ان نعمل له منسف كركي مرتب ، حضر الرجل واكرمناه بالمنسف الذي اراد وغادرنا مشكورا ومرفقا بدعواتنا له بالخير ، راجيا منا الا نبوح باسمه لاحد ، وقال انه يبتغي بما فعل وجه الله سبحانه ، ولايريد حتى الشكر والثناء.
في حكاية ام ايسر مايثلج الصدر ، فالخير في مجتمعنا وامتنا بقول رسولنا الكريم متواصل ليوم القيامه ، "فان خليت – بتعبير- ام ايسر بليت" ، بورك للسائق الشهم صدق امانته وحرصة على مرضاة ربه.
المصدر : خبرني