اكتئاب ما بعد الولادة يختلف عن بيبي بلوز.. هذه

اكتئاب ما بعد الولادة يختلف عن بيبي بلوز.. هذه أبرز الفروقات!
خبرني – اكتئاب ما بعد الولادة حالةٌ نفسية تصيب النساء بعد وضع مولودهم. إذ تشعر بتقلبات مزاجية حادة، لا تستطيع ضبطها أو السيطرة عليها. فلماذا تحدث هذه الحالة النفسية؟ وهل كل النساء معرضات للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة؟
إنطلاقاً من أهمية هذا الموضوع، شرحت المعالجة النفسية يارا بصيبص أسباب هذا الاكتئاب وطرق علاجه.
أولاً: ما الفرق بين اكتئاب ما بعد الولادة و الـ"بيبي بلوز"؟
من الناحية العيادية، يلاحظ الخلط الشائع بين الـ"بيبي بلوز" (Baby Blues) واكتئاب ما بعد الولادة (dépression post-partum). إذ تتمثل الحالة الأولى بشعور بالحزن يستمر لبضعة أيام. وتشعر الأم بفقدانها لصلتها مع طفلها لأنه لم يعد في رحمها. وبالتالي، يجتاحها الحزن. ويعدّ هذا الشعور طبيعياً لأن العلاقة بين الأم وولدها تنمو وتنضج مع مرور الوقت مثل أي علاقة إنسانية. وهنا، يزبد الانخفاض الهرموني والإرهاق المسألة تعقيداً. وفي كثير من الأحيان، تعود الأمور إلى نصابها بسرعة.
في المقابل، يستمر اكتئاب ما بعد الولادة أسابيع وشهوراً وأحياناً سنين إن لم يعالج، وهو "ما يجعله مرضاً حقيقياً يتطلب العلاج". وتتراوح نسبة النساء اللواتي يُصَبنَ بهذه الحالة حوالي 15 في المئة. وفي حالاتٍ نادرةٍ جدّاً، يحدث اضطرابٌ أكثر حِدَّةً يُسمَّى ذُهان ما بعد الولادة (psychose post-partum) الذي يتميز بحالة من الارتباك والهذيان مع أفكار عنيفة وانتحاريه من الممكن أن تعرض حياة الأم والطفل للخطر.
ثانياً: ما هي أسباب اكتئاب ما بعد الولادة؟
برأي بصيبص، لا يوجد سبب واحد لاكتئاب ما بعد الولادة. هناك عوامل عدّة يمكن أن تساهم وتزيد من نسبة هذا المرض منها: التاريخ الشخصي العائلي والوراثي للأم مثل وجود اكتئاب قبل أو خلال الحمل، ووجود أقارب من الدرجة الأولى يعانون من الاكتئاب، وانخفاض مفاجئ للهرمونات بعد الولادة.
كذلك، ترتبط بوجود مشاكل زوجية وضغوطات نفسية يومية. كما أن نوعية علاقة الأم مع أهلها، وبخاصة مع أمها تلعب دوراً مهماً في أموميتها.
ثالثاً: ما هي أعراض هذه الحالة النفسية؟
تختلف الأعراض بين إمرأة وأخرى. وهناك أعراض عدة لاكتئاب ما بعد الولادة. إذ تشعر المرأة بحزن شديد وتبكي غالباً، قد تعاني من تقلب بالمزاج.
إلى جانب ذلك، تُسبب التغيرات الهرمونية الجسدية والنفسية بتعب شديد ومشاكل في النوم والأكل وانخفاض الاهتمام بالجنس. وقد تشعر المرأة بأنها لا تستطيع الاهتمام بابنها وقد يراودها شعور بالذنب.
رابعاً: كيف تُعالج هذه المشكلة؟
اختصرت المعالجة النفسية علاج اكتئاب ما بعد الحمل بالمقولة التالية: "دعم المرأة خلال هذه الفترة من قبل الفريق الطبي وعائلتها يبدأ من اليوم الأول من حملها. ويتم دعمها من خلال الترحيب بمشاعرها من دون مقارنتها ومقارنة حملها بالنساء الأخريات، لأن كل حمل فريد من نوعه حسب الأم وتاريخها الشخصي و العائلي".
وعليه، لا شي يضمن الوقاية التامة من هذا الاكتئاب، ولكن يمكننا وقاية الأم لحد ما. وبعد الولادة، على الأم أن تحصل على أكبر قدر ممكن من الراحة بالتزامن مع قيلولة طفلها. كما يمكنها طلب المساعدة من أفراد العائلة والأصدقاء المقربين إضافة إلى التحدث عن مشاعرها إلى شخص يصغي من دون أحكام والانضمام الى مجموعة دعم للنساء المصابين بالاكتئاب.
مع الذكر أنّ شعور الأم بالتعب والشكوك وصعوبة التركيز حول كونها أصبحت أماً. يعدّ أمراً طبيعياً، وعلى المحيط أن لا يشعرها بالذنب.
وبناءً على هذه المعلومات، إنّ تحضير الأم ودعمها نفسياً لهذه الرحلة الطويلة المملوءة بالتحديات أساسي لعيش الأمومة بطريقة صحية. إذ يمكنها اللجوء الى اختصاصيين أو أطباء نفسيين في هذا المجال لدعمها نفسياً ومساعدتها للوقاية أو العلاج من هذا الاكتئاب إن أصيبت به. وقد تتمثل طرق العلاج من طريق علاج نفسي و/أو أدوية مضادة للاكتئاب. مع التشديد على أنّ علاج هذا الاكتئاب ضروري بأسرع وقت ممكن، وإلا قد يؤثر في بناء علاقة متينة وصحية بين الأم وطفلها.
المصدر : خبرني