الشعور بالوحدة وصل إلى مستوى إشكالي في العديد من

الشعور بالوحدة وصل إلى مستوى إشكالي في العديد من البلدان.. هذه مخاطرها
خبير السياسات الصحية
توصلت دراسة حديثة إلى أن الشعور بالوحدة وصل إلى مستوى إشكالي في العديد من البلدان، وهو أمر يشكل مشكلة لأن الوحدة تؤثر على الصحة العقلية والرفاهية، وترتبط بمجموعة من مشاكل الصحة الجسدية والموت المبكر.
وقال الباحثون إن نسبة كبيرة من السكان في العديد من البلدان تعاني من مستويات إشكالية من الشعور بالوحدة.
والوحدة هي الشعور بأن الشخص وحيد ومعزول، بغض النظر عن مقدار الاتصال الاجتماعي. أما العزلة الاجتماعية هي قلة الروابط الاجتماعية. يمكن أن تؤدي العزلة الاجتماعية إلى الشعور بالوحدة لدى بعض الأشخاص، بينما يمكن للآخرين أن يشعروا بالوحدة دون أن يكونوا معزولين اجتماعيا.
وأجرى الدراسة فريق من الباحثين الأستراليين بقيادة جامعة سيدني، وشملت 113 دولة وإقليما خلال الفترة من عام 2000-2019، ونشرتها المجلة الطبية البريطانية BMJ الأربعاء، ونقلها موقع يوريك أليرت.
مثلا بالنسبة للمراهقين، تراوح معدل الانتشار المجمع للوحدة من 9.2٪ في جنوب شرق آسيا إلى 14.4٪ في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط.
ومع أن البيانات لم تكن كافية للتوصل إلى استنتاجات حول اتجاهات الشعور بالوحدة بمرور الوقت على نطاق عالمي، فإن الباحثين يشيرون إلى أنه حتى لو لم تتفاقم مشكلة الوحدة خلال فترة البحث 2000-2019، فقد يكون لفيروس كوفيد-19 تأثير على الشعور بالوحدة. وفي هذا السياق، ويقولون "توفر مراجعتنا خطا أساسيا مهما لمرحلة ما قبل الجائحة للترصد في المستقبل".
ومع ذلك، بالنظر إلى الآثار السلبية للوحدة على الصحة وطول العمر، يقول المؤلفون إن النتائج التي توصلوا إليها تعزز الحاجة الملحة للتعامل مع الوحدة باعتبارها قضية صحية عامة مهمة.
وكتب روجر أوسوليفان من معهد الصحة العامة في أيرلندا وزملاؤه، في مقال افتتاحي متصل، بأن الوحدة مكلفة للأفراد والمجتمع ويجب أن تكون أولوية سياسية.
وأشاروا إلى أن الوباء قد بدد "الأسطورة" القائلة بأن الشعور بالوحدة هو مجرد مشكلة لكبار السن، مؤكدين أن تدخلات الصحة العامة يجب أن تأخذ هذا في الحسبان الآن وأن تأخذ نهجا على مدار الحياة.
وهذا يعني معالجة العوامل التي تؤثر على خطر الشعور بالوحدة، بما في ذلك الفقر والتعليم ومشاكل المواصلات وعدم المساواة ومشاكل الإسكان، بالإضافة إلى زيادة تدابير الحماية، مثل حملات التوعية العامة.
وتقول المراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية CDC إن الوحدة والعزلة الاجتماعية المرتبطة بظروف صحية خطيرة.
ووجدت الدراسات الحديثة أن العزلة الاجتماعية تزيد بشكل كبير من خطر تعرض الشخص للوفاة المبكرة من جميع الأسباب، وهو خطر قد ينافس مخاطر التدخين والسمنة وقلة النشاط البدني. كما ارتبطت العزلة الاجتماعية بحوالي 50٪ زيادة في خطر الإصابة بالخرف.
وارتبط ضعف العلاقات الاجتماعية (الذي يرتبط بالعزلة الاجتماعية أو الوحدة) بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 29٪ وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 32٪. وارتبط الشعور بالوحدة بارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق والانتحار.
اللافت أيضا ارتباط الشعور بالوحدة بين مرضى قصور القلب بزيادة خطر الوفاة بنحو 4 أضعاف، وزيادة خطر دخول المستشفى بنسبة 68٪، وزيادة خطر زيارات قسم الطوارئ بنسبة 57٪.
الوحدة قد تكون مميتة، وهذه الدراسات والمعطيات تؤكد ضرورة أن نبقى قريبين ممن نحب وأن نحافظ على شبكة قوية من العلاقات الاجتماعية، التي توفر لنا الدعم النفسي، وتحمينا من العديد من الأمراض.
المصدر : خبرني